فايد أبو شمالة

فايد أبو شمالة / لا ميديا -
كم مرة كرر السيد الحوثي التعبير عن الأسف؟ حال الأمة مؤسف ومحزن ‏ومخزٍ حقا‎!
عندما تحدث عن مواصلة الاحتلال منع نقل جثامين الشهداء ودفنها، ‏ولكثرة جرائم القتل والإبادة تنتشر جثامين الشهداء، والأشلاء أيضاً، في ‏الشوارع وبين الركام، وتبقى تنهش بعضها الكلاب "وللأسف الشديد"، ‏والله المستعان‎!
عندما شخّص حال الهوان في الأمة، وتساءل هل المواجهة للعدو "‏الإسرائيلي"، والتصدي له، وهو المعتدي، المجرم، الظالم، المحتل، ‏الغاصب، يعتبر مخالفةً للقانون؟ أي قانون هذا، الذي يمنع عليك أن تدافع ‏عن نفسك، وعرضك، ودينك، وبلدك، وشرفك، وممتلكاتك… وغير ذلك؟! ‏‏"هذا شيءٌ مؤسف‏‎".
وعندما تحدث عن قيام الاحتلال بتدمير قدرات سوريا قال: "تُرِكت لتبقى ‏هناك للاستهداف الإسرائيلي، والتدمير من قبل العدو الإسرائيلي، وهذا ‏شيءٌ مؤسفٌ جداً‎".
وعن ردة الفعل الغريبة والسلبية تجاه تدمير المقدرات الاستراتيجية ‏السورية كرر أن ذلك "مؤسف جدا‎".
وعندما تحدث عن مخططات العدو الصهيوني باستباحة الأمة والتوغلات ‏التي يقوم بها ويقوم باستجواب المواطنين قال: "وأنت في بلدك وفي ‏منزلك، وتراه يسجنك حتى في منزلك، يتحكم عليك حتى متى تخرج ‏وتدخل في منزلك إلى باحة دارك، لاحظوا هذه الحالة "المؤسفة جداً‎".
وعندما ذكر جهل الأمة وفقدانها للنخوة والكرامة قال: "أُمَّتُنا ليست فقط في ‏المستوى الذي عبَّر عنه الشاعر بقوله: "يَا أُمَّةً ضَحِكَت مِنْ جَهلِهَا الْأُمَمُ"، ‏الآن، وبعد كل الذي يحدث في فلسطين، اندهشت، وصُدِمت، وفُجِعت ‏الأمم الأخرى بحال هذه الأمة، أين هو الضمير الإنساني؟ أين هي ‏المسؤولية الدينية؟ أين هي مكارم الأخلاق، التي كان العرب يفتخرون بها؟ ‏وهم كانوا يفتخرون بالإباء، بالنجدة، بالكرام، بالكرامة، بالحُرِّيَّة بالعزة.. ‏كل هذه القيم أين هي، في مقابل ما يحصل على الشعب الفلسطيني، ‏ولاسيَّما في قطاع غزة؟"، وعلق قائلا: "هذا شيءٌ مؤسفٌ جداً، ومحزنٌ ‏جداً‎"!
واستطرد قائلا: "كانت أعلى الأمم، في مستوى الوعي، والبصيــــرة، والنـــور، ‏والرشـــــد، والحكمــــة، والفهم، والاستنارة بنوره، كل هذا غاب عن هذه الأمة، ‏لم تعد أمة تحمل البصيرة، ولا الوعي، ولا النور، وأصبحت أمام أعدائها ‏أمة ينظرون إليها على أنها أمة ساذجة، وغبية، وجاهلة، تُصَدِّق أكاذيبهم، ‏تتقبل خدعهم، تنصاع لمؤامراتهم، تتَّجه حيث يوجهونها هم، وهذا شيءٌ ‏في غاية الأسف‎"!
ثم تحدث عن مؤامرات الأعداء ضد كل الأمة وقال: "الشيء المؤسف جداً: ‏أن الذي يعطي فاعليةً أكبر لمؤامرات الأعداء، وهم يتحدثون بكل وضوح ‏عن مؤامراتهم، يقولون: إنهم يعملون -هكذا بكل صراحة- على تغيير ‏ملامح الشرق الأوسط"‎.
وعلى مستوى الإعلام العربي والناشطين قال: "لكن معظم الناشطين -‏مثلاً- على مواقع التواصل الاجتماعي، لايزال أكثرهم من المحسوبين ‏على المسلمين من معظم البلدان في حالة من الضياع والتيه العجيب جداً، ‏حالة مؤسفة للغاية، تُعبِّر عن ضياع كبير بكل ما تعنيه الكلمة‎"!
وعن الازدواجية في التعامل من قبل بعض الدول والأنظمة العربية حيث ‏تتسامح مع "الإسرائيلي" وعدم التسامح مع أبناء جلدتهم وقال: "البعض قد ‏يستفزون بمنتهى الاستفزاز بكلمة تصدر من هنا أو هناك، من أبناء فئة هنا ‏أو هناك تجاههم، وتكون ردة فعلهم قاسية، وقوية، وغليظة جداً، وشديدة ‏للغاية، لكن تجاه الإسرائيلي، عندما يعبِّر عن مشاريعه، ومخططاته، ‏ومؤامراته العدوانية، الكارثية، التدميرية، التي تهدف إلى سحق هذه الأمة، ‏سحق هذه البلدان، أحياناً يُسمِّي بلداناً بذاتها، ويحددها بشكلٍ واضح، لا ‏يستفز أولئك منه، لا يستفزون! يصبرون، يتغاضون، يتسامحون، يعبِّرون ‏بتعبيرات أخرى، وتجاه ما يفعل، تجاه ما يفعل لا يستفزهم بما يفعل، ‏يتعاملون بحلم عجيب، وتسامح عجيب، كما قلنا: لا يتسامحون بمثله حتى ‏مع آبائهم، وأمهاتهم، وأقربائهم، وهذا شيءٌ مؤسفٌ للغاية"‎!‎
فقط في موضعين لم يعبر عن الأسف، الأول: عندما ذكر حماس وهنأها بانطلاقتها وذكر مقاومتها للاحتلال، فقد ‏تحدث بكل الفخر والتأييد والمساندة‎. وعندما تحدث عن موقف أنصار الله وإصرارهم على المساندة واستمرار ‏ضرب الاحتلال وأعوانه، وأن الضربات التي وجهها الاحتلال لليمن لن ‏تثنيه عن مواصلة دوره في مساندة الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة مهما ‏كلف الأمر‎.‎

أترك تعليقاً

التعليقات