السيد عبدالملك الحوثي وتشخيص حال الأمة
- فايد أبو شمالة الأحد , 22 ديـسـمـبـر , 2024 الساعة 12:09:58 AM
- 0 تعليقات
فايد أبو شمالة / لا ميديا -
كم مرة كرر السيد الحوثي التعبير عن الأسف؟ حال الأمة مؤسف ومحزن ومخزٍ حقا!
عندما تحدث عن مواصلة الاحتلال منع نقل جثامين الشهداء ودفنها، ولكثرة جرائم القتل والإبادة تنتشر جثامين الشهداء، والأشلاء أيضاً، في الشوارع وبين الركام، وتبقى تنهش بعضها الكلاب "وللأسف الشديد"، والله المستعان!
عندما شخّص حال الهوان في الأمة، وتساءل هل المواجهة للعدو "الإسرائيلي"، والتصدي له، وهو المعتدي، المجرم، الظالم، المحتل، الغاصب، يعتبر مخالفةً للقانون؟ أي قانون هذا، الذي يمنع عليك أن تدافع عن نفسك، وعرضك، ودينك، وبلدك، وشرفك، وممتلكاتك… وغير ذلك؟! "هذا شيءٌ مؤسف".
وعندما تحدث عن قيام الاحتلال بتدمير قدرات سوريا قال: "تُرِكت لتبقى هناك للاستهداف الإسرائيلي، والتدمير من قبل العدو الإسرائيلي، وهذا شيءٌ مؤسفٌ جداً".
وعن ردة الفعل الغريبة والسلبية تجاه تدمير المقدرات الاستراتيجية السورية كرر أن ذلك "مؤسف جدا".
وعندما تحدث عن مخططات العدو الصهيوني باستباحة الأمة والتوغلات التي يقوم بها ويقوم باستجواب المواطنين قال: "وأنت في بلدك وفي منزلك، وتراه يسجنك حتى في منزلك، يتحكم عليك حتى متى تخرج وتدخل في منزلك إلى باحة دارك، لاحظوا هذه الحالة "المؤسفة جداً".
وعندما ذكر جهل الأمة وفقدانها للنخوة والكرامة قال: "أُمَّتُنا ليست فقط في المستوى الذي عبَّر عنه الشاعر بقوله: "يَا أُمَّةً ضَحِكَت مِنْ جَهلِهَا الْأُمَمُ"، الآن، وبعد كل الذي يحدث في فلسطين، اندهشت، وصُدِمت، وفُجِعت الأمم الأخرى بحال هذه الأمة، أين هو الضمير الإنساني؟ أين هي المسؤولية الدينية؟ أين هي مكارم الأخلاق، التي كان العرب يفتخرون بها؟ وهم كانوا يفتخرون بالإباء، بالنجدة، بالكرام، بالكرامة، بالحُرِّيَّة بالعزة.. كل هذه القيم أين هي، في مقابل ما يحصل على الشعب الفلسطيني، ولاسيَّما في قطاع غزة؟"، وعلق قائلا: "هذا شيءٌ مؤسفٌ جداً، ومحزنٌ جداً"!
واستطرد قائلا: "كانت أعلى الأمم، في مستوى الوعي، والبصيــــرة، والنـــور، والرشـــــد، والحكمــــة، والفهم، والاستنارة بنوره، كل هذا غاب عن هذه الأمة، لم تعد أمة تحمل البصيرة، ولا الوعي، ولا النور، وأصبحت أمام أعدائها أمة ينظرون إليها على أنها أمة ساذجة، وغبية، وجاهلة، تُصَدِّق أكاذيبهم، تتقبل خدعهم، تنصاع لمؤامراتهم، تتَّجه حيث يوجهونها هم، وهذا شيءٌ في غاية الأسف"!
ثم تحدث عن مؤامرات الأعداء ضد كل الأمة وقال: "الشيء المؤسف جداً: أن الذي يعطي فاعليةً أكبر لمؤامرات الأعداء، وهم يتحدثون بكل وضوح عن مؤامراتهم، يقولون: إنهم يعملون -هكذا بكل صراحة- على تغيير ملامح الشرق الأوسط".
وعلى مستوى الإعلام العربي والناشطين قال: "لكن معظم الناشطين -مثلاً- على مواقع التواصل الاجتماعي، لايزال أكثرهم من المحسوبين على المسلمين من معظم البلدان في حالة من الضياع والتيه العجيب جداً، حالة مؤسفة للغاية، تُعبِّر عن ضياع كبير بكل ما تعنيه الكلمة"!
وعن الازدواجية في التعامل من قبل بعض الدول والأنظمة العربية حيث تتسامح مع "الإسرائيلي" وعدم التسامح مع أبناء جلدتهم وقال: "البعض قد يستفزون بمنتهى الاستفزاز بكلمة تصدر من هنا أو هناك، من أبناء فئة هنا أو هناك تجاههم، وتكون ردة فعلهم قاسية، وقوية، وغليظة جداً، وشديدة للغاية، لكن تجاه الإسرائيلي، عندما يعبِّر عن مشاريعه، ومخططاته، ومؤامراته العدوانية، الكارثية، التدميرية، التي تهدف إلى سحق هذه الأمة، سحق هذه البلدان، أحياناً يُسمِّي بلداناً بذاتها، ويحددها بشكلٍ واضح، لا يستفز أولئك منه، لا يستفزون! يصبرون، يتغاضون، يتسامحون، يعبِّرون بتعبيرات أخرى، وتجاه ما يفعل، تجاه ما يفعل لا يستفزهم بما يفعل، يتعاملون بحلم عجيب، وتسامح عجيب، كما قلنا: لا يتسامحون بمثله حتى مع آبائهم، وأمهاتهم، وأقربائهم، وهذا شيءٌ مؤسفٌ للغاية"!
فقط في موضعين لم يعبر عن الأسف، الأول: عندما ذكر حماس وهنأها بانطلاقتها وذكر مقاومتها للاحتلال، فقد تحدث بكل الفخر والتأييد والمساندة. وعندما تحدث عن موقف أنصار الله وإصرارهم على المساندة واستمرار ضرب الاحتلال وأعوانه، وأن الضربات التي وجهها الاحتلال لليمن لن تثنيه عن مواصلة دوره في مساندة الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة مهما كلف الأمر.
المصدر فايد أبو شمالة
زيارة جميع مقالات: فايد أبو شمالة