عن معركة الخبر والصورة
- فايد أبو شمالة السبت , 28 سـبـتـمـبـر , 2024 الساعة 7:04:02 PM
- 0 تعليقات
فايد أبو شمالة / لا ميديا -
بخصوص ما يصدر من المصادر "الإسرائيلية" من أخبار حول سير المعركة أرجو ملاحظة ما يلي:
أولاً: كل ما ينشره الإعلام "الإسرائيلي"، وليس العبري فقط، بل كل ما يصدر حتى عن المصادر العربية داخل الكيان، يخضع لرقابة عسكرية صارمة، ولا ُيُسمح بنشر أي معلومات أو صور أو نحو ذلك بدون موافقة ضباط الرقابة العسكرية.
ثانياً: كل الأهداف العسكرية التي يتم قصفها من المقاومة يمنع منعاً قاطعاً الاقتراب منها والتصوير ونقل الصور، وكل ما ينشر بعد ذلك هو التصوير الخاص بقوات الاحتلال والمصورين التابعين لمكتب الدعاية.
ثالثاً: تضعف قبضة الرقابة في المناطق العربية، وخصوصاً إذا كان هناك إصابات أو أضرار؛ لأن من مصلحة الاحتلال القول إن صواريخ المقاومة تصيب المناطق العربية.
رابعاً: التركيز على نشر بيانات وتصريحات الناطق العسكري ورسائلهم التي يرسلونها إلى جميع وسائل الإعلام الدولية المعتمدة.
أمام ذلك راجعت معظم المواقع العبرية التي تنشر الأخبار في الأيام الماضية، وهي التي تستقي منها تقريبا كل وكالات الأنباء العالمية وغيرها ويتم ترجمتها إلى العربية، فنجد أن أخبارها متكررة تقريبا وتكاد تنحصر في هذه الأمثلة: إصابة عدد محدود من المستوطنين أثناء هروب إلى الملاجئ، صورة مروحية ينزل منها مصاب على سرير واحد أو اثنان على الأكثر وحوله مجموعة من المسعفين، صورة مصاب على سرير يدخل إلى قاعة طوارئ بمستشفى شبه فارغ، صورة سيارة تحترق أو محترقة، صورة مبنى مدني متضرر وزجاج مكسور، فيديو صواريخ "القبة الحديدية" تنطلق وتصيب صاروخاً أو مسيّرة، فيديو صفارات الإنذار، تدمير عمود أو مزرعة أو مصنع مدني شبه خالٍ، انقطاع التيار الكهربائي عن منطقة معينة، أحياناً خبر عابر عن إصابة جندي أو مقر عسكري لإضفاء مصداقية على الأخبار، مسيّرة تحلق فوق طبريا، صورة دخان متصاعد من مكان مجهول بعيد... ونحو ذلك.
إن الهدف الرئيس من وراء ذلك هو القول بأن ضربات المقاومة غير مؤثرة، وأن الاحتلال قادر على احتوائها والتعامل معها، وأن المعركة غير متوازنة أبدا.
الاحتلال يتقن لعبة الدعاية والدعاية المضادة وتشويش الأفكار وتشتيت الانتباه. والمقاومة تركز على الأهداف العسكرية التي لا يمكن معرفة نتائج ضربها، سواء من دمار أو قتلى أو جرحى، إلا في حدود ما يعطي المصداقية ويقلل الأثر.
سنعرف الحقيقة فقط عندما تصل ضربات المقاومة إلى أهداف استراتيجية أو حيوية أو أهداف مدنية كبيرة، لذلك فإن نقل أخبار من النوع الذي في الأعلى (دون التعليق عليها) يخدم العدو ولا يخدمنا، ويعطي مصداقية لروايته، وحتى عندما يعلن العدو عن بعض الخسائر يجب أن نعرف أن ما ينشر هو جزء بسيط جدا من الحقيقة وهدف النشر هو إثبات المصداقية.
في الحروب هناك أهمية للمصادر المحايدة. وللأسف في حالة الكيان يتم إغلاق المؤسسات المحايدة، كـ"الجزيرة". وأما الإعلام الدولي فهو إما منحاز وإما عاجز.
الخلاصة: لو سمحتم، لا تنقلوا رواية الاحتلال دون تشكيك، ابحثوا أكثر عن مصادر لا تخضع للرقابة، لا تفقدوا الثقة، فالكذب حبله قصير كما يقولون.
المصدر فايد أبو شمالة
زيارة جميع مقالات: فايد أبو شمالة