حتى لا ننسى ولا نغفل عن الأقصى!.. الحريق مازال مشتعلاً والمؤامرة مستمرة
- فايد أبو شمالة السبت , 23 أغـسـطـس , 2025 الساعة 1:25:48 AM
- 0 تعليقات
فايد أبو شمالة / لا ميديا -
نحن الآن في العام 1969، كان الاحتلال الصهيوني قد بسط سيطرته على القدس، بما فيها المسجد الأقصى، بعد العام 67، عندما جاء رجل من أقصى الأرض (أستراليا) يسعى خلف هدف واحد هو إحراق المسجد الأقصى وتدميره لإقامة هيكل سليمان.
ما علاقة الحريق بأستراليا إذن؟!
ربما هي مصادفة أن تحل الذكرى الـ56 لحريق المسجد القبلي في الأقصى المبارك، في وقت يخوض فيه الكيان أزمة هي الأولى من نوعها مع أستراليا بلغت حد التراشق الإعلامي، فضلاً عن عدم منح تأشيرات دخول لوزراء ومسؤولين في حكومة الكيان. لكن علاقة أستراليا تنحصر في شخصية المتطرف الذي أشعل النيران في الأقصى الذي حمل الجنسية الأسترالية.
من هو مايكل دينس روهان؟ ولماذا أحرق الأقصى؟
تأثر المسيحي الأسترالي الشاب روهان بـ»كنيسة الرب العالمية»، التي أسسها هيربرت آرمسترونغ، الذي كتب في مجلة «الحق المبين» الصادرة عن الكنيسة عام 1967 مقالاً جاء فيه: «سيُبنى هيكل يهودي في مدينة القدس، وستُذبح القرابين في هذا الهيكل مرّة أخرى خلال الأربع السنوات والنصف القادمة».
واعترف روهان بأنه يعتقد أنه مبعوث من الله، وأنه تصرف وفقاً لأوامر إلهية، وبما ينسجم مع «سفر زكريا»، وادعى أنه حاول أن يدمر المسجد الأقصى حتى يتمكن يهود «إسرائيل» من إعادة بناء الهيكل على جبل الهيكل، وبالتالي يسرع المجيء الثاني للمسيح المخلص حتى يحكم العالم لمدة ألف عام.
فما هي إذن كنيسة الرب العالمية؟
في ثلاثينيات القرن الماضي، أسس القس آرمسترونغ «كنيسة الرب» في مدينة باسادينا بكاليفورنيا في الولايات المتحدة. وفي العام 1967، وبعد احتلال «إسرائيل» الضفة الغربية، بما فيها شرقي القدس والمسجد الأقصى، بأيام، كتب مؤسس هذه الكنيسة مقالاً في عدد حزيران/ يونيو من مجلة (The Plain Truth)، التي تصدر عن كنيسته، تناول فيه أهمية هذا الاحتلال بالنسبة للمسيحيين الصهاينة.
وفي مقاله المعنون بـ«اليهود يحتلون القدس» جاء: «الإسرائيليون انتصروا في حرب خاطفة على طريقتهم. المراسلون الصحفيون لا يدركون معنى ذلك. المحررون والمعلقون لا يدركون أهمية ذلك. الإسرائيليون أنفسهم لا يعلمون معنى ذلك. لكن يمكنكم أن تعلموا؛ ما جرى هو أحد الإنجازات على طريق تحقيق النبوءة التوراتية».
وأضاف آرمسترونغ: «سيُبنى هيكل يهودي في مدينة القدس، وستُذبح القرابين قي هذا الهيكل مرّة أخرى خلال الأربع السنوات والنصف القادمة».
وبعد ارتكاب روهان جريمة إحراق المسجد الأقصى، نأت كنيسة آرمسترونغ بنفسها عنه، وقالت إنه ليس من أتباعها، وأنه كان فقط يتلقى المجلة التي تصدرها الكنيسة مثله مثل مئات آلاف المشتركين الآخرين.
الكنيسة لم تتوقف عن دعم الاحتلال
العلاقة بين الكنيسة والمسجد الأقصى لم تنحصر بروهان فقط، بل كان لها أو للمؤسسات التي انبثقت عنها، والتي تتبنى فكرة ضرورة بناء الهيكل مكان الأقصى تمهيداً لعودة المسيح، علاقات مع المؤسسات «الإسرائيلية» الناشطة في البحث عن أية آثار في المسجد الأقصى ترتبط بما يسمى هيكل سليمان، وتسعى لإثبات الزعم أن المسجد الأقصى مقام على أنقاضه.
وشاركت الكنيسة فعلاً في عمليات الحفريات حول وتحت المسجد الأقصى بحثاً عما قد يثبت زعم وجود آثار الهيكل هناك.
وأظهرت عدة صور آرمسترونغ نفسه يشارك في نشاطات مع بنيامين مازار، وهو مؤرخ «إسرائيلي» يعتبر عميد علماء الآثار التوراتيين، الذين عملوا في محيط المسجد الأقصى، كما جند آرمسترونغ الكثير من المتطوعين على المستوى الدولي للمشاركة في هذه النشاطات.
ما علاقة الكيان الصهيوني بإحراق الأقصى؟
أثار حريق الأقصى ردود فعل عربية وإسلامية وعالمية، بل إن مجلس الأمن اجتمع خصيصاً لمناقشة الأمر وأصدر القرار رقم (271) بخصوصه يطالب الاحتلال الصهيوني بالحفاظ على المسجد الأقصى ويدين إحراقه وخسارة تراث ثقافي مهم.
من المؤكد أن الكيان هو الذي وفر الظروف لحرق الأقصى. وقد عطل الاحتلال وصول سيارات الإطفاء إلى المكان، ومع ذلك نفى المسؤولون علاقتهم كعادتهم بعد كل جريمة تثير غضب العالم.
وسارع الاحتلال إلى اعتقال روهان، وعقد له محاكمة علنية، كما استدعى الطبيبة النفسية التي كانت تعالجه في أستراليا، واستدعى أيضاً خبيراً نفسياً بريطانياً، لكي يثبت أن من قام بالعمل مريض نفسي نفذه بشكل منفرد، ولا علاقة له بذلك.
أمة العرب في سبات عميق!
علقت رئيسة وزراء الاحتلال في حينه، غولدا مائير، على الموقف العربي قائلة: «عندما حُرق الأقصى لم أنم تلك الليلة، واعتقدت أن إسرائيل ستُسحق؛ لكن عندما حلَّ الصباح أدركت أن العرب في سبات عميق».
ومازالت مخططات هدم الأقصى وبناء الهيكل مستمرة، ومازال مشروع التقسيم الزماني مستمراً، ومازالت الاقتحامات تتم يومياً لباحات الأقصى والأمة لم تستيقظ بعد!
لكن مازال المرابطون من أهل فلسطين في بيت المقدس وأكنافه يصارعون ويقاومون كل مخططات التهويد والتخريب، وإنهم لمنتصرون بإذن الله.
المصدر فايد أبو شمالة
زيارة جميع مقالات: فايد أبو شمالة