أنتم شرف أمتنا وعزتها
- عبدالله سلام الحكيمي الأربعاء , 22 يـنـاير , 2025 الساعة 12:11:14 AM
- 0 تعليقات
عبدالله سلام الحكيمي / لا ميديا -
من بين ركام الكارثة المروعة والدمار الشامل، وفوق آلام ومعاناة المأساة الرهيبة، التي خلفتها أبشع جريمة إبادة جماعية وأكثرها همجية ووحشية في التاريخ تعرض لها الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، من قبل قوات الاحتلال النازي الصهيوني العنصري التوسعي، ينطلق من عمق الأرض الطيبة المارد الفلسطيني بأبطال يمتشقون سلاح عزتهم صناديد الوغى، ما مالوا ولا لانوا ولا وهنوا، انتصارا لحقهم في الحياة؛ عماليق يطاولون السماء، جبابرة تتقزم أمامهم جبابرة الأرض وطواغيتها، شامخين منتصرين، أقوياء أعزة كراماً، مرفوعي الهامات لا ينحنون إلا لله خالقهم وناصرهم، بعد عام ونصف عام من حرب إبادة جماعية شاملة لم يشهد لها التاريخ مثيلاً من قبل، شاركت فيها قوى الطغيان الإمبريالي الصهيوني العالمي كله، وراح ضحيتها ما يقارب ربع مليون إنسان بين شهيد وجريح ومفقود وأسير، في رقعة أرض هي قطاع غزة لا تزيد مساحتها عن 360 كيلومترا مربعا، وسكان مسالمين يقدر عددهم بمليوني إنسان، داسوا غطرسة عدو مجرم متجرد من كل إنسانية وقيم وقوانين الحروب والشرف، ومرغوا ولايزالون يمرغون أنفه في وحول لم يعرفها طوال فترة وجوده الغاصب.
سلام عليكم وعلى شهدائكم الميامين ومن ساند واستشهد وقاتل نصرة لمظلوميتكم، وبرداً وسلاماً على جرحاكم الصابرين، ومواساة لكل أم وأب وزوجة وأخت وابنة وابن وأخ فقد حبيباً له ليحيا شعبه من بعده كريماً سيداً عزيزاً.
أنتم جند الله حقاً وعباده الأتقياء الأنقياء، أنجزتم بفضل من الله ونعمة وعد الأولى، في 7 أكتوبر، وجستم خلال الديار، ثم أثبتم أن الشعب الفلسطيني ما مات ولن يموت إلا بإذن ربه. أنتم شرف أمتنا وعزتها، وحماة عُرنها، حراس ثغورها، أعدتم لها أمل الانتصار، وأثبتم لها كيف يكون الصمود والثبات الأسطوري عاقبته العزة والكرامة والنصر المبين من حيث يئس اليائسون وخارت عزائم الخائرين، وأكدتم اليوم أن اليوم التالي لن يكون إلا لفرسان اليوم الأول، وليس للقابعين في كراسيهم الوثيرة انتظاراً للوثوب على أرواح ودماء ومعاناة شعبهم، واستجداء لعون عدوهم لهم ليجلسهم على كراسي حكم لا يستحقوه أبداً!
وسنشد الرحال غداً إلى تراث غزة سجداً لله ولثماً لثراها الطاهر ونتزود من دروس العزة فيها ما نشاء بإذن الله نصير المظلومين وقاهر المستكبرين!
والسلام عليكم والسلام لكم أبداً.
المصدر عبدالله سلام الحكيمي
زيارة جميع مقالات: عبدالله سلام الحكيمي