عبدالله سلام الحكيمي

عبدالله سلام الحكيمي / لا ميديا -
مما يلفت النظر أن البيانات المشتركة الصادرة عن جولة ولي العهد السعودي لدول مجلس التعاون الخليجي، جميعها تذكر المبادرة الخليجية القديمة كأساس لحل شامل للأزمة اليمنية الحالية، حسب قولها، مع إغفال ذكر أي ما يتعلق بقرار مجلس الأمن الدولي (2216) أو مخرجات الحوار الوطني، وهو ما دأب تحالف العدوان السعودي الإماراتي الأمريكي على تكراره طوال سبع سنوات من الحرب العدوانية التي شنت على اليمن والحصار والدمار بما اصطلح على تسميته "المرجعيات الثلاث". والغريب أنه حتى البيان المشترك السعودي القطري هو الآخر ذكر المبادرة الخليجية تلك، رغم أن قطر -فيما أذكر- انسحبت من المبادرة قبل التوقيع عليها!
والأغرب من ذلك إغفال ذكر آلية المبادرة التنفيذية المزمنة كما كانت القرارات والبيانات الأممية تشير إليها.
ومعلوم أن المبادرة الخليجية وضعت لظرف وحدث سياسي عام 2011 وانتهى وانقضى أمره، بدليل صفة تزمين المبادرة وشخصنتها بذكر أشخاص معنيين بها بأسمائهم، وبحسب نصوصها ذاتها تنتهي في شباط/ فبراير 2014، إضافة إلى إسقاط الحرب العدوانية التي شنها على اليمن ما يسمى "التحالف العربي" في أذار/ مارس 2015 بقيادة السعودية. تلك المبادرة، وإذا ما تجاوزنا كل ذلك، جدلاً، كانت تعالج أحداثاً أتت في عام 2011، كما قلنا، فيما تسمى "ثورة الشباب" أو "الثورة الشعبية"، معنياً بها طرفا الأزمة آنذاك: السلطة الحاكمة ممثلة بالرئيس علي عبدالله صالح، وأحزاب المعارضة ممثلة بتكتل أحزاب اللقاء المشترك. والطرفان معا، وإرث سلطة علي عبدالله صالح، عبد ربه هادي وفريقه، وكذا قيادات تكتل أحزاب اللقاء المشترك، كلاهما أصبحا ضمن فريق تحالف العدوان السعودي ويقاتلان معه لأهداف واحدة، أي أنهما حليفان في خندق عسكري وسياسي واحد.
ما أردت قوله هنا إن المبادرة الخليجية بالإضافة إلى انتهاء مدتها بنصوصها، فإنها أصبحت بالية وتجاوزتها الأحداث والتطورات كليا، مما يجعلها مستحيلة التنفيذ أصلا، لانتفاء موضوعها أصلا. وإذن فإن هدف السعودية من تكرار ذكر المبادرة الخليجية المندرسة في محاولة يائسة لإحيائها كقنطرة لطرح نفسها مجدداً كوسيط، وهو دور هزلي مضحك أن مَن شن عليك الحرب ودمر بلدك وقتل شعبك وجوعه وأذاقه ويلات العدوان، يتحول بين لحظة وأخرى إلى حمامة سلام ووسيط، والأجدى من ذلك والأقصر طريقاً أن توقف السعودية عدوانها وترفع حصارها وتجلس إلى طاولة مفاوضات ندية مع صنعاء لإحلال السلام والاستقرار في المنطقة وبوساطة نزيهة من سلطنة عمان، دون شروط مسبقة، ولا حل آخر يمكن رؤيته في الأفق سواه.

أترك تعليقاً

التعليقات