ياسر أبو شباب ومرتزقة اليمن بين التطوع والتطويع
- محمد الفرح الأحد , 7 ديـسـمـبـر , 2025 الساعة 12:02:54 AM
- 0 تعليقات
.jpg)
محمد الفرح / لا ميديا -
كان لانتشار وسائل الإعلام والاتصال والمعلومات أثرٌ واضح في تغيّر سياق القوة وأساليب الحروب. فقد تراجعت هيبة الجيوش التقليدية، كجيش العدو «الإسرائيلي» والجيش الأمريكي، وتقلّصت جدوى الأسلحة النووية، إضافة إلى الكلفة المادية والبشرية الهائلة التي يتحمّلها أي طرف يريد الحسم العسكري، فضلاً عن أن العوامل النفسية والمعنوية، كالبخل والجبن والخوف من الخسائر الموجودة فيهم، دفعتهم إلى التفكير في حروب الجيلين الرابع والخامس، لمواجهة خصومهم بأساليب ناعمة وأدوات متطورة.
ولديهم في ذلك تجارب ناجحة عديدة، ويكفي أن تفكك الاتحاد السوفييتي وهزيمته في الحرب الباردة مثالٌ على نجاح تلك السياسات. وهم يقولون اليوم إن دولاراً واحداً يُصرف في هذه الحروب أجدى من مئة دولار تُصرف على الحرب الصلبة والعسكرية.
الشهيد القائد، من جهته، انتقد النظرة الخاطئة لدى العرب والمسلمين تجاه الصراع؛ إذ يربط كثيرون القدرة على الفعل بامتلاك القاذفات والغواصات والمفاعلات النووية وتحقيق توازن عسكري شامل.
وهذه نظرة خاطئة؛ فالسلاح الأمريكي نفسه أصبح في معظمه يُستخدم للحرب النفسية، كما هو الحال في فنزويلا وفي مختلف بقاع العالم. لذلك يتجه الأعداء اليوم إلى حرب شاملة ضدنا، يوظفون فيها كل الوسائل والخيارات المتاحة، وهي أدوات يمكن للعرب والمسلمين أن يعملوا بها ويستفيدوا منها في مواجهة حروبهم.
ومن أخطر ما يتجهون إليه ما أشار إليه الله جل شأنه: «إن تطيعوا فريقاً من الذين أوتوا الكتاب يردّوكم بعد إيمانكم كافرين».
فهم يرون أن من السهل عندهم أن يردّوك كافراً ليبلغوا أهدافهم؛ فالكفر ليس هدفاً لذاته، بل وسيلة للسيطرة عليك واستعبادك بالكامل.
وفي هذا السياق تأتي حالة التطويع لعشرات الآلاف ممن يجنّدونهم من العرب والمسلمين ليكونوا أدوات في معركتهم، سواء في الميدان الفكري والثقافي، أو الإعلامي والسياسي، أو أي ميدان الأمني والعسكري.
بعضهم يعمل بشكل مباشر، وبعضهم بشكل غير مباشر؛ لكن النتيجة تصب كلها في خدمة العدو. وياسر أبو شباب ومجاميعه ومرتزقة اليمن وغيرهم ليسوا سوى ضحايا لهذه السياسات، إذ أصبحوا من أدوات حروب الجيلين الرابع والخامس، الذين تنتهي ثمار تضحياتهم ونتائج أفعالهم في خدمة الأعداء.
وما أريد التأكيد عليه هنا هو ضرورة الحذر من هذه الحروب، ومن السقوط في مستنقع التطويع للأعداء، حتى لا يسفك دمك فداء للدم اليهودي، وفي الوقت نفسه إدراك قدرتنا على مواجهتها، والاستفادة من الوسائل والإمكانات المتاحة، وخوض الصراع بما نملك، ويكون ذلك جهاداً في سبيل الله.
فإن لم تستطع أن تقاتل فإنك تستطيع أن تقاطع، وإن لم تستطيع أن ترابط فإنك تستطيع أن تخطب، وتستطيع أن تكتب... وإن لم تستطع أن تكتب، في وسائل التواصل...
فعلى الأقل احمِ أسرتك من الفساد والتضليل الغربي؛ فهذا بحد ذاته دور مهم؛ لأنك بذلك تحمي ثغرة من ثغرات ساحتنا الداخلية وتحصّنها من الاختراق.










المصدر محمد الفرح
زيارة جميع مقالات: محمد الفرح