قلب المعادلة
- غالب المقدم الأحد , 15 ديـسـمـبـر , 2019 الساعة 6:25:15 PM
- 0 تعليقات
غالب المقدم / #لا_ميديا -
بعد 5 سنوات من الحرب والدمار والحصار، قواتنا العسكرية تقلب المعادلة، تهدد وتتوعد في حسم المعركة. أليست هذه مكرمة من الله، وميزة تفرد بها الشعب اليمني حينما أحبط المؤامرة، ومرغ أنف العدو بالتراب، بصمودهِ في وجه العدوان الصهيوني الأمريكي السعودي، وهكذا حالة لا يمكن أن تترك دون دراسة؟
إن صمودنا الأسطوري، الذي ليس له نظير، يستحق الدراسة والتأمل. اليوم يقف العالم أمام حالة غير مسبوقة، مشدوهاً مما جرى ويجري، متسائلاً: كيف انقلب السحر على الساحر؟
إن معادلة قلب القوة، وتبدل الحال من الدفاع إلى الهجوم، فرضت متغيرات جديدة في استراتيجية الحرب، وفرضت قواعد جديدة لها لا يمكن تجاهلها؛ ولكن ينبغي تناولها بمنطق الحساب الجاد.
فمنذ أواخر مارس 2015، واليمن يتعرض لعدوان وكارثة حربية وإنسانية من تحالف ضم أكثر من 20 دولة، ومع مرور الوقت بدأ بالاضمحلال والتلاشي حتى لم يبقَ منه سوى المدن الزجاجية.
ما الذي حدث؟ لو استعرضنا المشهد سريعاً، لوجدنا أنه مع أول صاروخ قُصفنا به، ظن العدو أنه قادر على كسر إرادتنا التواقة للاستقلال، والتي حجبتها عنا الأقنعة التي كانت تتغنى بالوطنية.
لم يدرك العدو أن هزة الصاروخ لا تسقط صمودنا؛ وإنما أسقطت أولئك الذين لطالما خُدعنا بهم وبخطاباتهم الرنانة التي تحمل الادعاء بالوطنية الزائفة، وليست الوطنية التي تحمل مبدأ عدم الانصياع لقوى الرجعية والاستبداد المتمثلة بأنظمة الخليج، وعلى رأسها المملكة الصهيونية السعودية، بل بانت وجوههم وقلوبهم الخاوية من الإنسانية.. إن الأدخنة المتصاعدة لصواريخ العدوان لم ترهبنا، وإنما زادتنا عزيمة وإيماناً وإصراراً على تحقيق الانتصار وتجريع العدو كؤوس المرارة والانكسار.. مع بداية العدوان أفرغت صنعاء إلا من رجالها الأوفياء المخلصين الذين لا تجبرهم الظروف على الانحناء مهما حدث. وها نحن اليوم نرى قلب المعادلة التي جعلت أمريكا وحلفاءها يراجعون سياستهم، لأن الضربات الموجعة التي تلقتها مملكة بني سعود، في السنوات الأخيرة، تنذر بتحقيق البشارة التي بشر بها قائد الثورة منذُ اليوم الأول للعدوان على بلادنا، بأن يوم الانتصار لأمتنا ووطننا قريب، لأننا أصحاب حق وإيمان بالله وبقضيتنا، وأهل سلام، لا أصحاب حرب وتزييف وتضليل.
المصدر غالب المقدم
زيارة جميع مقالات: غالب المقدم