مدرهة الحاج
 

عبدالمجيد التركي

عبدالمجيد التركي / لا ميديا -
في الماضي البعيد، قبل اختراع وسائل الاتصال، كان الحاج يذهب إلى بيت الله الحرام مشياً على الأقدام، أو على ظهور الحمير والبغال، وكان أهل الحاج ينصبون أرجوحة، «مدرهة» في الحوش حتى عودته من مكة.
يتمرجح الأطفال والنساء والرجال أيضاً على المدرهة، ويرتبط بقاء المدرهة في اعتقاد الأهل بعودة الحاج، فإذا انقطع حبل المدرهة فإن الحاج قد تعرض لأذى، ويعتبرونه فألاً سيئاً، أما إذا بقيت المدرهة منصوبة فسيعود الحاج إلى أهله سالماً...
سادت هذه المعتقدات منذ زمن بعيد، فقد كان الحاج يسافر على الحمير والبغال، أو مشياً على الأقدام، وقد يستغرق في رحلته أربعة أشهر، ذهاباً إلى مكة وإياباً إلى منزله.
وفي بعض القرى اليمنية كان أهل الحاج يزرعون ريحاناً، فإذا بقيت الريحانة خضراء فهذا يعني أن الحاج سيعود، وإذا يبست الريحانة خلال هذه الأشهر فإنهم يعتقدون أنه قد مات، فلو حدث له شيء في طريق سفره إلى مكة فلن يعلم أهله بشيء، لأن كل وسائل الاتصال لم تكن متوفرة.

أترك تعليقاً

التعليقات