جريمة جديدة
 

عبدالمجيد التركي

عبدالمجيد التركي / لا ميديا -

أستغرب حين أقرأ عن منظمات أوروبية (كافرة!) تدين العدوان السعودي الإماراتي على اليمن، وفي الوقت نفسه نرى منظمات وهيئات إسلامية تؤيد قتلنا وقتل نسائنا وأطفالنا بصواريخ وطائرات بني سعود، ومن ضمن هذه الهيئات "الأزهر" الذي لم يكن شريفاً في يوم ما.
ضرب الحوثيون قبل أيام أنابيب نفط سعودية فقامت قيامة العملاء والمرتزقة، ونددوا بهذا الفعل المتهور والشنيع الذي سيقوِّض السلام بيننا وبين مملكة بني سعود، وكأننا لسنا في حرب، وكأنهم لا يقصفوننا منذ أربع سنوات بأحدث وأفتك وأبشع الأسلحة المحرمة دولياً! وكأن بني سعود لم يمطروا اليمن بقنابل وصواريخ تكفي لإبادة شعب بأكمله، ونفذوا على اليمن غارات جوية تفوق الغارات التي تم تنفيذها في الحرب العالمية الثانية!
نددوا كثيراً واستنكروا قصف الحوثيين لأنبوب نفطي تافه كتفاهة بني سعود، وبرروا القصف السعودي لحيّ "الرقاص" وهدم بيوت المدنيين على رؤوس سكانها، بحجة أنهم يردون على الضربة التي تلقوها منا.
دماء أطفال ونساء وأبرياء يتم المتاجرة بها علناً في مواقع التواصل الاجتماعي دون أي خجل. حتى ولو كان هؤلاء الأطفال أبناء السيد عبد الملك الحوثي لا يجوز تبرير ما يقوم به العدوان السعودي بكل وقاحة تجاه المدنيين والأطفال. لكنهم لا يعرفون معنى الأخلاق ولا معنى الحرب...
لماذا نستغرب من هؤلاء المبررين لضربات السعودية وهم أصلاً يصفقون لها من أول يوم قصفت فيه اليمن، فأغلبهم أبواق مأجورة أصبحت الكتابة في "فيس بوك" و"تويتر" لتبرير العدوان وظيفة يقبضون مقابلها مرتبات باهظة!
ليس هناك شيء اسمه "ضربة خاطئة"، لاسيما مع دولة كالسعودية لديها كل التقنيات الحديثة التي لا تخطئ أهدافها، فالخطأ -مع وجود أحدث الأسلحة والصواريخ التي يتم توجيهها عبر إحداثيات دقيقة- غير وارد.
المقاتلون اليمنيون يطلُّون على جيزان ونجران، ولم نسمع أنهم أصابوا مدنياً واحداً، لأنهم أبناء حضارة ويعرفون معنى الأخلاق. إضافة إلى ذلك يطلقون الصواريخ البدائية والمصنوعة بأيدٍ يمنية على مواقع استراتيجية واقتصادية سعودية دون أن تخطئ أهدافها، مع أنها أسلحة تقليدية مقارنة بما تمتلكه السعودية. ولم نسمع أن هذه الصواريخ سقطت حتى مرة واحدة على تجمعات سكنية أو مدارس ومستشفيات.
لا غرابة إن قصف الحوثيون أهدافاً سعودية استراتيجية واقتصادية، لترد السعودية بكل عتادها وجبروتها وتقصف منازل مواطنين وتقتل أطفالاً ونساء، فهذه ليست المرة الأولى ولا العشرين ولا المائة، فهذا هو طباع الصحراء في حقدها على الحضارة، وهو ديدن المجبولين على الحقد والكراهية تجاه كل ما هو حضاري وأصيل، ولا يتناسب مع طبيعتهم الهمجية والصحراوية التي رضعوا منها أبوال الإبل وأحقادها.

أترك تعليقاً

التعليقات