مثل أهل الكهفِ وحدي..
 

عبدالمجيد التركي

عبدالمجيد التركي / لا ميديا -
يا سيدي:
إني رحلتُ بلا طريقٍ، ضاقت الأيامُ بي ذرعاً
فيحملني الحنينُ إلى الطفولةِ حين كنتُ...
ولم أكن هذا الذي أصبحتـُه متجرداً إلاَّ من الأوزارِ
أحملها إذا اللوَّامةُ انتبَهَتْ
وتحملني إذا الأمـَّارةُ استعرَتْ
ودبَّ على دمي نملُ الخطيئةِ
إنني وَجِلٌ فهب لي من لدنكَ غمامةً كي أستحمَّ فُراتَها،
يا سيدي:
اِمنحني إذا ما اشتدَّ بي سـُكْرِي بغيركَ في دجى الأيام نفساً مطمئنـَّةْ.
*
صافحتُ نفسي كلَّ عامٍ مرةً، مستقبلاً عامي بوجهٍ آخر
لأُكرِّر المأساةَ وجهاً بعد وجهٍ،
كلُّ ثعبانٍ له ما لي من التجديدِ.. هل كلُّ الأفاعي تنتقي ألوانها مثلي وقد جـُبِلَتْ، وإني ما جُبِلْتُ على انسلاخي،
طال نومي مثل أهل الكهفِ وحدي.. ليس لي كلبٌ فيبسط راحتيه على ارتعاشي،
ليس لي ورقٌ إلى تلك المدينةِ يستوي خبزاً أسدُّ به ثقوباً قد تناستها المجاعةُ
قـُدَّ ثوبُ العمر من جهة الضياعِ بغفلةٍ
يا سيدي:
لم يبق فيَّ الآن من شيءٍ أودعه سوى الريحِ التي في صوتها عشرون غُنـَّةْ.
*
آماليَ انفرَطَتْ كعِقدٍ فوق صرحٍ مرمريٍّ
كلَّما التـَقَطَت يدي منها انزلقتُ
وكلَّما...
ترتدُّ نحوي (كلَّما) مكرورةً وحسيرةً،
أتعيرني تلك المصابيحُ البهيـَّةُ ضوءها.. من ذا يقايضني بملح مدامعي،
أم من يُرتـِّقُ ما تفتـَّق من بهاء الروحِ إلا أنت.

أترك تعليقاً

التعليقات