حفار القبور
 

عبدالمجيد التركي

عبدالمجيد التركي / لا ميديا -
ذات يوم أجريت حواراً صحفياً مع حفار قبور.
أخذت مسجلتي وذهبت إلى «دشمته»، الواقعة في طرف المقبرة، وتحدثنا لمدة ساعتين.
تحدث عن المواقف المفزعة التي حدثت له، ونفى الشائعات التي يتداولها الناس عن الأصوات والأنين الذي يقولون إنهم يسمعونه، والضوء الذي يرونه فوق بعض القبور.
حدثني عن أسطورة نباش القبور.
كنت أحسده لأنه لم يكن لديه مخاوف من الموت.
كان يفرح حين يأتي وباء، أو يسمع عن حادث مروري، وكان يبتسم حين يسمع عن موت جماعي، وحين تأتي جنازتان أو أكثر يرى أن هذا اليوم جميل ورائع، لأنه سيقبض أكثر، وسيشتري لحمة وفواكه لأطفاله، فلولا حدوث الموت لما استطاع أن يعيش.
نسيت الحوار لفترة، وحين قررت أن أنشره في الجريدة تراجعت حين سمعت أنه انتحر.

أترك تعليقاً

التعليقات