كلُّ ما يلمع
 

عبدالمجيد التركي

عبدالمجيد التركي / #لا_ميديا -

- لقد لمع كلُّ شيءٍ فصار ذهباً.
وتحدثت الحقيقة بألف لسانٍ تغني الحاضر عن الشهود والغائب عن الحضور.
ومن المعلوم أن النار تصهرُ الأشياء المزيفة وتعيدها إلى جوهرها.
لكني خشيتُ استخدامها في كشف تلك الحقيقة.
فربما كانت النار أيضاً مزيفة!
- لا شك أن صواريخ الأطفال - التي تطلق صفيراً حاداً- تنفجر وهي في منتهى النشوة.
فكن على يقين أن «البرموس» يُحرق نفسه إذا ازداد عليه «الشِّدَادْ».
آملُ ألا تصل إلى تلك النشوة التي كنتُ على مشارفها، ولم أعُد إلاَّ بعد غربة طويلة في أعماقي حتى عرفتُ من أنا.. وما أكون.
فالعودة إلى الذات أصعب من البحث عنها.
- تتردَّدُ على ذهنك هواجسُ هلامية لمعرفتك عن بعضنا تفاصيل صغيرة قد تقصم «ظهر حِمْيَرْ»*، ولن يغادرك هُلامُ الهواجس إلاَّ بعد أن يُحَدثك كل لمعانٍ عن جوهره.
فـ«أقبح الصدق أن يمدح المرء نفسه».
- آهٍ.. كم أشفق عليك وأنت وحيد في تلك الحديقة.
لأنك لن تصدق أن جميع أشجارها بلاستيكية إلاَّ عندما يعضُّك الجوع.
قد أبدو- في نظرك فقط- طبيباً يداوي الناس وهو عليل، لإحساسك أننا معاً في تلك الحديقة.
لقد خرجتُ منها ولم يبق لي فيها سوى صورة «4*6» هي كل ما يربطني بها.
أضف إلى ذلك بعض الذكريات المؤلمة التي تجعل القلب يقطرُ كـ«حنفي ممحوق».
- كلُّ شيءٍ حولك يبدو حقيقياً، ربما لأنك قرأت رسائل «إخوان الصفاء»وربما أن إيمانك بأن «الأرواح جنودٌ مجندة» جعلك لا ترى أسلحتها.
وعيناك فقط لا تكفيان لكشف الغطاء.
واعلم أن كلَّ فمٍ يتقاطر عسلاً لمَقْدَمك لا بد أن يُشهِرَ ألفَ إبرةٍ في غيابك.
بعكس النحل تماماً، إذ لا يرضيها إلاَّ وخز الحضور.. حتى وإن دفعت حياتها ثمناً لتلك الصراحة.
* أدري أن المسافة بيني وبينك حقولٌ شاسعةٌ من الألغام.
لمعرفتنا باليد التي وضعت نُصْبَ عينيك لوحة تحذيرية تقول: «ممنوع الاقتراب»!
لكن.. حاول العبور.
وستسمع الورود تتهامس خوفاً من قدميك.
وبالتأكيد أنك ستحمل باقة منها لتقذفها في عين من قبُحَتْ رؤاهم.
* أحيطك جهلاً أني وشيتُ بك واصفاً نقاءك بالبحر، فوجدت على شاطئك- في اليوم التالي- لوحة إرشادية كُتِبَ عليها بخط «جميل»:
«ممنوع السباحة».

أترك تعليقاً

التعليقات