عن الحسين
 

عبدالمجيد التركي

عبدالمجيد التركي / لا ميديا -

يجدر بالكثير الذين عرفوا الحسين كإمام أن يعرفوه كإنسان، وأن يعرفوه كثائر أيضاً.. لأن حصر الحسين في زاوية الإمامة سيحجب عنك رؤية بقية تفاصيله الكثيرة.
معرفة الحسين كإمام، فقط، هي معرفة سطحية ومنقوصة.. فالحسين الثائر أكثر من جيفارا ومن غاندي عند من يعرفه حق معرفته، وأكثر من أي ثائر انتصر دمه على سيف عدوه.. أولم يقل غاندي: لقد علمني الحسين كيف أكون مظلوماً فأنتصر؟
مشكلة الحسين أنه عربي، وأن أباه علي بن أبي طالب، وأن جده رسول الله.. ولو كان رومانياً، أو كان اسمه أرسطاليس أو بطرس، لقدسناه كما نقدس سواه من الآخرين الذين نشعر تجاههم بعقد النقص، ولوضعنا سيرته في مناهجنا المدرسية.. لذلك، لا عجب أن يتم منع الفيلم السوري «موكب الإباء» في معظم القنوات العربية بعد إنتاجه، هذا الفيلم الذي يتحدث عن رحلة السبايا - بعد مقتل الحسين - من كربلاء إلى قصر يزيد في دمشق.
الحسن قيمة ثورية وإنسانية عظيمة.. ولو استبعدناه من الإمامة وأخرجناه من البيت النبوي وجردناه من كل مميزاته، وتعاملنا معه كأي شخص، فلن ينقص من عظمته شيء، وسيظل هو ذلك الحسين الإنسان الثائر.
كثيرون لا يعرفون عن الحسين سوى أنه قُتل في كربلاء بسيف يزيد وأعوانه.. وكثيرون لا يعرفون أن الحسين خرج بتلك الثورة لإعادة الدين والإنسانية إلى مسارهما الصحيح.
كانوا يخبروننا على المنابر أن صيام عاشوراء لأن الله أنجى موسى في هذا اليوم.. وهناك من يزيد على هذا القول بأن الله خلق آدم في هذا اليوم.. مع أن التاريخ لم يكن موجوداً في عهد آدم.. ولم يكن هناك تأريخ هجري في عصر موسى، ولم يكن هناك شيء اسمه شهر محرم. إضافة إلى أن اليهود اليوم لا يصومون عاشوراء، كما قيل لنا. وكل تلك ليست سوى مغالطات تاريخية للتغطية على دم الحسين الذي سفكه بنو أمية في يوم عاشوراء.. هذا اليوم الذي قُتلت فيه الإنسانية، وسُلبت فيه الشعوب حريتها فتفرجت على مقتل الحسين بصمت وخوف، وسكتت على ما تلا عاشوراء من جرائم.

أترك تعليقاً

التعليقات