غزة المخذولة
 

عبدالمجيد التركي

عبدالمجيد التركي / لا ميديا -
غزة التي أيقظت ضمير العالم، وعرَّت كل وجوه الأنظمة المشوهة، وجعلتنا نرى أن ما تخفيه البشوت والعقالات ليس سوى مسوخ بشرية تجردت من كل إنسانيتها وأعلنت ولاءها للغاصب والمحتل الصهيوني، ومدوا له جسوراً برية لإيصال الدواء والغذاء واللحوم والخمور والسجائر، وكل ما يتعلق بالحياة المرفهة، كي لا يجوع الكيان الغاصب بعد محاصرة سفنه في البحر الأحمر من قبل البحرية اليمنية. ولن نطالبهم بإرسال الدواء والغذاء إلى غزة، فهذا سيغضب أسيادهم الصهاينة، والأمريكان.
كل يوم تتحدث نشرات الأخبار عن شهداء غزة، وعن مجازر غزة، وعن عدم سماح الصهاينة، وحلفائهم من العرب، بدخول شاحنات الغذاء والدواء وعن عدد المباني السكنية التي تهدمت، فتخطر في بالي أمهات شهداء غزة، وتتدفق أسئلة كثيرة عن شعورهن لحظة سماع نبأ استشهاد أبنائهن.. عن مشاهدتهن لعملية إخراج العالقين من تحت الأنقاض، وعن وقوفهن بجانب الأنقاض بانتظار خروج أطفالهن وهن يتمسكن بآخر أنفاسهم. وعن الأكفان الجماعية التي تتسع لأسر كثيرة وأطفال كثيرين.
الأمهات هن أساس الوجود، وهن أساس التربية، فكل هؤلاء المجاهدين ربتهم أمهاتهم أكثر مما رباهم آباؤهم. أما الأمهات اللواتي يتلقين نبأ استشهاد أبنائهن بكل ثبات وصبر وتماسك فلا أستطيع أن أقول حرفاً واحداً عنهن، لأنني أنظر إليهن كما أنظر إلى جبل نقُم.
أحاول أن أتحدث عن الأمهات اللواتي فقدن أبناءهن، لكن هذا الأمر يجعل أصابعي ترتعش وتفقد بوصلتها.

أترك تعليقاً

التعليقات