عن الشعر..
 

عبدالمجيد التركي

عبدالمجيد التركي / لا ميديا -
ليس هناك شاعر سيخبرك عن أول نص كتبه، وإن تذكَّر النص من المستحيل أن يُطلع أحداً عليه، لأن أول نص يكون بمثابة الدرس الأول لتلميذ في الصف الأول يمسك القلم ويبدأ في كتابة حروف الهجاء بأصابع مهزوزة ومرتبكة.
الشاعر حين يكتب نصاً ممتازاً يقول: من هنا بدأت، ثم تمر فترة ويكتب نصاً أجود من السابق، ويعود ليقول: من هنا بدأت، وهكذا يظل الشاعر المتطور يرى أن كل نص متجاوز هو البداية، وهو النص الأول.
الشعر ليس مرتبطاً بشكل أو إطار، فالشكل لا يعني شيئاً حين يكون الشعر متوفراً في النص، سواء كان عمودياً أو نثرياً. فالقصيدة حين تأتي هي التي تختار شكلها وثوبها.. 
ومن يظن أن الشعر مقتصر على شكل معيَّن فهو مغرم بالشكل، ويظن أن هذا الشكل فقط هو الوعاء الوحيد الذي سيجد بداخله الشعر، لأن نظرته إلى الشعر سطحية وشكلية، والشعر لا يمكن أن يطفو على السطح.
الطفولة منجم مليء بالذكريات، وبداية تكوُّن الوعي، ولا بد أن نستفيد منها شعرياً وروائياً وحياتياً، باعتبارها حجر الأساس التي جعلتنا ما نحن عليه اليوم.
فما الذي سيتكئ عليه الشاعر -سوى الفراغ- إن لم يكن لديه مخزون من طفولته يغترف منه ويوظفه شعرياً، ويستفيد من هذا المخزون في حياته، ويعيد صياغته كما يجب أن يكون؟

أترك تعليقاً

التعليقات