علي صالح عباد
 

عبدالمجيد التركي

عبدالمجيد التركي / لا ميديا -

علي صالح عباد (مقبل) مات يمنياً شريفاً.. كونوا مثله فقط، بدلاً من تدبيج المنشورات ورصّ الدموع على هذا الفيس بوك الذي تحول إلى حائط مبكى.
توقفوا عن البحث عن جنازة لتشبعوا فيها لطماً؟
ماذا فعلتم لهذا الرجل حين كان مريضاً.. هل فكرتم بزيارته إلى بيته ذات يوم؟
كله يهون ولا الإصلاحيين اللي بيبكوا على مقبل.
يا إخواننا في الله، علي صالح عباد مات في (صنعاء) نظيفاً كقطعة ثلج، ولم يمت مرتزقاً، ولم يبع وطنه بصحن كبسة. 
على أيش تبكوا وتذكروا نزاهته ونظافته وقد تحولتم إلى مستنقعات وأدوات رخيصة!
فاكرين يوم أهدرتم دماءه ودماء كل الاشتراكيين "الملحدين" بفتوى الديلمي الشهيرة؟
كان مقبل آخر عمود من أعمدة الحزب الاشتراكي، الذي تهاوى تدريجياً، وتفرق قادته بين مؤيد للعدوان وبين مقيم في فنادق الرياض.. والغريب أن بعض اليساريين متعاطفون مع اليمينيين إلى درجة كبيرة يصعب فيها التصديق بيساريتهم ودعواتهم إلى العلمانية والدولة المدنية.
قبل أيام مات عبدالمجيد الريمي، وهو أحد الإرهابيين المعروفين، الذي أعلن تبني القاعدة لجريمة العرضي التي كانت شبيهة بفيلم خيالي لا يصدقه عقل.. مات الريمي وانطلقت الترحمات عليه في مواقع التواصل الاجتماعي من بعض الاشتراكيين الذين نسوا تلك الجريمة، ونسوا فتوى الديلمي أيضاً، لأن ذاكرتهم مثقوبة. 
كان الحزب الاشتراكي يمتاز على بقية الأحزاب اليمنية بكونه أكثر ثقافة وتنظيراً، كونه كان مرتبطاً بالاتحاد السوفيتي سابقاً، وكانت الجسور الثقافية والعلمية بينهما متصلة بشكل وثيق، وهذا ما أكسب الاشتراكي لساناً ناطقاً وعقلاً واعياً.. لكن كيف انتكس إلى هذا الحد، فتوقف العقل وسكت اللسان؟
صرخوا ضد تواجد الحوثي وطالبوا برحيله من عدن، وكان رد الحوثيين عليهم بأنهم متواجدون لدحر وملاحقة القاعدة والدواعش، فكان ردهم: اخرجوا من عدن فقط، فليس هناك قاعدة ولا داعش.
خرج الحوثيون من عدن، وبعد أيام قليلة أطل الدواعش برؤوسهم في عدن وبعض المحافظات الجنوبية، وصاروا يتمشون بسياراتهم وهم قابضون على الرشاشات، والرايات السود ترفرف عالية... وما زالت حتى اليوم ترفرف، وما زالت الاغتيالات والقتل والتفجيرات مستيقظة ليل نهار.. وسكتت تلك الأصوات - التي طالبت برحيل الحوثيين - عن المطالبة برحيل القاعدة من عدن.
لا شك أن في الحزب الاشتراكي رجالاً أفذاذاً ووطنيين وأكفاء.. لكن بعض من كانوا يتصدرون المشهد تفرقوا بين الريال السعودي والدرهم الإماراتي والدولار الأمريكي، وبعضهم ترك وطنه وذهب ليبحث عن غرفة مشبوهة في فنادق الرياض يواري فيها سوأته التي لن تسترها ريالات محمد بن سلمان.
مات مقبل في بيته وفي وطنه شريفاً كريماً، ولم يتخل عن الوطن أو يخرج منه رغم الإغراءات الكثيرة والوعود الفردوسية، فمات شريفاً رغم صعوبة أن يموت الإنسان شريفاً في ظل هكذا أوضاع.

أترك تعليقاً

التعليقات