عام جديد
 

عبدالمجيد التركي

عبدالمجيد التركي / لا ميديا -
نودع عاماً مليئاً بالخيبات والنكسات، لنستقبل عاماً جديداً سيكون أسوأ من سابقه.
نعتقد دائماً أن العام الجديد سيكون أجمل من العام المستخدم. نتعامل مع السنوات كأنها موديل فقط.
نودع عاماً من أعمارنا، فالحياة ليست سوى أنفاس، وكلما تنفسنا أكثر اقتربنا من الموت أكثر.
تغيرت ملامحنا في هذه السنوات، وتغيرت نفسياتنا. كل يوم نقف أمام المرآة لنعد الشعر الأبيض الذي يغزو رؤوسنا ووجوهنا بكثافة، ثم نتحجج أن هذا الشعر الأبيض بسبب العطر، فنتذكر أننا لم نتعطر منذ سبع سنوات.
رحل الكثير من معارفنا وأقاربنا وجيراننا، منهم من اختطف، ومنهم من ذهب إلى الجبهة ولم يعد، ومنهم من استشهد بغارة طيران، ومنهم من مات قهراً على انقطاع مرتبه أو على بيته المقصوف.
حين تلتقي صديقاً مر على انقطاعكما عامان لا تكاد تعرفه، ويكون أول سؤال: (مالك شيبت؟) فيكون الجواب: (وقتنا، ما عد باقي؟).
ما عد باقي!! تقول هكذا رغم أنك في أواخر الثلاثينيات، وكأنك عشت بما يكفي لتمل من الحياة وتجلس على عتبة بيتك تنتظر الموت!!
ما عد باقي!! أشعر بها كمطرقة كبيرة تكسر كل يوم واحداً من مفاصلي..
لم يتبق سوى القليل من المفاصل لينتهي هذا السيناريو المرعب.

أترك تعليقاً

التعليقات