العدو الهش
 

عبدالمجيد التركي

عبدالمجيد التركي / لا ميديا -
استيقظت صباح أمس الأول على رسالة من شاعر فلسطيني، يقول فيها:
«حياكم الله، وسلمت أياديكم.. صحونا على نصرة اليمن لنا، أبكيتموني أيها اليمانيون، جعل الله كل أيامكم خيراً. صحوت لصلاة الفجر وفي العادة أفتح التلفزيون لأرى العناوين وأرجع للنوم، فوجدت الخبر وبكيت من الفرح، هل رأيت كم عدونا هش، وكم الانتصار عليه متيسر وسهل؟».
نعم، العدو الصهيوني هش، لكنه يستقوي بالدعم العربي والخليجي، وبالإسناد الأمريكي، ونعرف مقدار هشاشته، وقد ظهرت هذه الهشاشة في أوضح صورة حين قام اليمنيون بحصار سفنهم في البحر الأحمر، وضربهم بالصواريخ والمسيرات.
لم أكن قد سمعت عن الطائرة المسيرة «يافا» التي قصفت «تل أبيب»، إلّا حين دخلت الفيس بوك ورأيت منشورات كثيرة لأصدقاء عرب وفلسطينيين يحيُّون فيها اليمن واليمنيين على شجاعتهم وبسالتهم في قصف إسرائيل. وكم تتمنى دول عربية كثيرة لو أنها هي التي حققت هذا الإنجاز، لكن هذا الشرف بعيد عليهم، لأنهم في قبضة الكيان الإسرائيلي ومسخرون لخدمته ودعمه والقتال نيابة عنه، وفتح المجالات لطائراته لقتل الأخ والجار.
نحن نتضامن مع فلسطين منذ زمن بعيد، فلسنا بحاجة إلى أن تلفحنا نيران العدو الصهيوني كي نتأكد من وحشيته وإجرامه، لأننا متأكدون من وضاعته وخساسته، وها هي إسرائيل يوم أمس تشن غارات كثيرة بسرب من الطائرات وتقصف ميناء الحديدة بما فيه من الخزانات النفطية ومحطة الكهرباء، وسقط شهداء لم يتم حصرهم إلى هذه اللحظة.
اليمن ليست بحاجة إلى من يتضامن معها، فهي تستطيع الرد والردع أيضاً، وعلى العرب الآن أن يتضامنوا مع اليمن وفلسطين، كي لا يجدوا أنفسهم بحاجة للتضامن مع دول عربية عديدة، فلن ينجو من الحقد الصهيوني حتى أقرب المطبعين معه، والمنفقين لأموالهم تحت لوائه.
ومادام قد وصلت الطائرة المسيرة «يافا»، فبالتأكيد أنها لن تكون الأخيرة، وستتكرر في أهداف أخرى أوسع وأكثر ضرراً.

أترك تعليقاً

التعليقات