شجون الغريبة..
 

عبدالمجيد التركي

عبدالمجيد التركي / لا ميديا -
أخيراً صدر كتاب “شجون الغريبة.. تحولات قصيدة النثر من صفحات مجلة (شعر) إلى صفحات فيسبوك”، للشاعر والناقد علوان مهدي الجيلاني.
الكتاب ذو محتوى متفرد في توثيق تحولات قصيدة النثر -خلال سبعين عاماً- منذ الخمسينيات إلى هذه اللحظة، ودراسة التحولات التي مرت بها، والتغيرات التي طرأت عليها، سواء القصيدة التي تتم كتابتها بشروط وتنظيرات سوزان برنار، أو قصيدة النثر اللا مقصودة، أو قصيدة النثر المتدفقة، المتحررة من كل الشروط والتنظيرات، التي نزلت من برجها العالي لتعيش مع الناس، سواء في قصورهم أو في أكواخهم...
هذا الكتاب إضافة مهمة للمكتبة النقدية العربية، ولكل ناقد وباحث في قصيدة النثر.
بل إن هذا الكتاب بمثابة بوصلة وخريطة.. بوصلة تحدد مكامن الدهشة في النصوص، وخريطة تهدي السالكين وتحدد لهم أيسر الطرق.
 كتاب شاهق يتتبع مفاصل قصيدة النثر ومنعطفاتها وتحولاتها، منذ أن كانت في هندولها وحتى اللحظة.
سبعون عاماً وقصيدة النثر غريبة بين أشكال الكتابة، لم تجد لها مكاناً مناسباً بين التنظيرات والشروط، فتاجر بها هواة الغموض والكلمات المتقاطعة، وصارت منبوذة من القارئ، ومحصورة على جماعات تسمي نفسها نخباً، وهذه الجماعات هي التي ملأت مفاصل قصيدة النثر بالكساح، واستبدلت قدميها بعكازين لامعين من باب التحديث.
علوان الجيلاني أماط اللثام عن وجه الغريبة، وأشار إليها بوصفها انسلخت عن غربتها وغرابتها، فلم تعد غريبة بعد أن تخلصت من مجانيتها وشروطها وذوبان هويتها، وارتدت ثوباً يناسب هويتها، وصارت تلوِّح للماضي بعد قطيعة طويلة اخترعها المنظِّرون.
سبعون عاماً من مراهقة الغريبة.. وها هي قد بلغت سن الرشد وأصبحت تعي ما تقول.

أترك تعليقاً

التعليقات