كان يجب أن يستشهد هكذا
 

عبدالمجيد التركي

عبدالمجيد التركي / لا ميديا -
لم يكن لمثله أن يموت في بيته وعلى فراشه كما يموت الضعفاء والخائفون، لأن كل ما قام به سيكون مجرد إسقاط واجب إن مات في غرفة نومه.. فبعد كل هذه المسيرة الجهادية ضد «إسرائيل»، وانحيازه الكامل مع قضية فلسطين واعتبارها قضيته كان لا بد أن يموت تلك الميتة، شأنه شأن أي رجل يحمل قضيته في يد، ويحمل رأسه في اليد الأخرى. وحين يحمل الإنسان رأسه في يده، لكي «لا تصير الكف رِجلاً».
وكان يردد دائماً: النصر أو الشهادة، إذ لا خيار ثالثا بينهما.
كانت الضربة كبيرة بحجم الخوف «الإسرائيلي»، وكان احتفالهم في تل أبيب...
 كبيراً بحجم حسن نصر الله، الذي انقسم الناس حوله إلى مكلومين، وشامتين وشاتمين.
وأستغرب من العرب المحتفلين باستشهاد نصر الله، وهناك من غالى وظهر صهيونياً أكثر من الصهاينة، وفي أكثر من دولة عربية مسلمة قاموا بتوزيع الحلويات احتفالاً باغتياله وموته، وهم يجهلون أن أي انتصار للعدو «الإسرائيلي» هو هزيمة للأمة العربية والإسلامية بأكملها.
لم يجرؤ أي ملك أو رئيس عربي على إرسال تعزية إلى الشعب اللبناني باستشهاد أمين عام حزب الله، وكأنهم صامتون كي يقولوا لـ»إسرائيل»: نحن معكم.. وهم بهذا الذل كأنهم يضعون رؤوسهم في يد «إسرائيل» لاعتقادهم أنها لن تسخو بهم ماداموا يؤيدون كل ضرباتها ضد إخوانهم وجيرانهم، متجاهلين أن «إسرائيل» ستتعامل معهم في آخر المطاف كأدوات رخيصة لا تساوي ثمن الصاروخ الذي ستقصفهم به.
وحين تندلع النار في غرفة أخيك وتقف مؤيداً وخاذلاً، فإن النار ستصل إلى غرفتك لا محالة.
«إسرائيل» ضعيفة وهشَّة، وصمتُ العرب وتخاذلهم هو الذي يجعلها قوية مقابل ضعفهم، ولو لم يكونوا ضعفاء لما احتفلوا باستهداف الرجل الذي كان يرعبهم طيلة ثلاثين عاماً.

أترك تعليقاً

التعليقات