وجهاً لوجه
 

عبدالمجيد التركي

عبدالمجيد التركي / لا ميديا -
سأقف أمامه وجهاً لوجه، أعزلَ إلاَّ من بعض الخيبات والذكريات والأصدقاء.. وسأتأمَّل القدحَ الذي سيسقيني منه جرعةً كبيرةً من الخوف، ليس بالضرورة أن تكون هذه الجرعة مُخدِّراً كي لا أشعر بشيء.. وسأسأله: أيُّـنا يَسْكرُ الآن!
سأموت واقفاً، ليُدركَ أن الحياة التي سيأخذها تستحقُّ أن يحني لها هامته، كي لا يتعامل معها على أنها غنيمة أو واجبٌ لا بد له من القيام به.
سيأخذ روحي ويصرُّها في خرقته، وسيمضي واضعاً رمحه على كتفه كمسافر وقد علَّق هذه الخرقة كزوَّادةٍ على طَرَف رمحه الشهير سيمضي ويترك خلفه خيطاً من الدم والذكريات التي تقطرُ من زوَّادته المكتظَّة بالحسرات.. وسيبحث عن جرَّة ماء ليغسل كفَّيه بعد يومٍ شاقٍّ من الركض خلف الآمنين أمثالي.
لن أسأله إلى أين سيمضي.. أحتاج أن أذهب إلى مكانٍ لا أعرفه، كي أهربَ من الأخطاءِ اللغوية التي تحاصرني لأكثر من عشر ساعاتٍ كلَّ يوم.
لن أقفل صفحتي في الفيس بوك، سأفتح حائطي لتكتبوا عليه ما تريدون.. وسأرفع “الحظر” عن كلِّ من آذاني بإشاراته وصوره.. فالحياة لم يعد فيها متَّسعٌ لهذه السفاسف التي تجعلنا نضيق بكلِّ من يتودَّد إلينا بمنشوراته.
أحياناً، يجعلنا الموت قريبين ممَّن نحب.. حين تكون حياتنا شبيهة بقلم رصاص في يد طفل يكسره ليستمتع بقدرته على تدويره في المبراة.
سأفكر بالموت كما يفكِّر تلميذ بإحراز الدرجة النهائية، لكي يكون موتي ذا أهمية.
أكره الموت الاعتيادي الذي لا يتركُ بياضاً في سواد عيون أحد.

أترك تعليقاً

التعليقات