لنكن واقعيين..
 

عبدالمجيد التركي

عبدالمجيد التركي / لا ميديا -
يقال إن النقاب حرية شخصية، وليس جزءاً من العقيدة، ومادام كذلك فلكل امرأة الحق في ارتدائه أو خلعه، ويقال إنه مفروض على المرأة من الأسرة أو الزوج.
وهناك من يرى أن المرأة لن تكون مثقفة إلا إذا خلعت النقاب، رغم أن الكتابة الإبداعية، أو العلمية، ليست مرتبطة بملابس معينة، ولا بمظهر محدد.
أما أن تقرأ لها أو لا تقرأ، فهذا شيء يخصك، ولا ينفي عنها صفة الإبداع كونها ترتدي النقاب.
لنتعامل مع النص، ونعتبر المؤلف ميتاً، حسب نظرية «رولان بارت».
كلنا نعرف أن كثيراً من النساء اليمنيات يفتحن صفحات في «فيسبوك» بأسماء مستعارة، وهناك آلاف النساء ممنوعات حتى من الواتس ومن امتلاك الموبايل...
نساء كتبن في الصحافة بأسماء مستعارة، وأخريات كتبن قصائد وأصدرن كتباً بأسماء مستعارة خوفاً من أسرتها أو زوجها، ومجتمعها الذي سيلوكها بين أسنانه، وربما يخوض في عرضها والتشكيك في تربية والدها.
ولا شك أن أي كاتبة قد خاضت معارك كثيرة مع أسرتها ومجتمعها، من أجل أن تكتب مقالاً أو قصيدة باسمها، فقط. ناهيك عن بعض الموظفات اللواتي حصلن على هذا الحق بعد معارك طويلة، فهناك من لا يسمح لزوجته أن تخرج حتى إلى بيت أبيها.
هناك نساء متمردات على تقاليد المجتمع، لكنها لا تستطيع نزع النقاب لأسباب نعرفها جميعاً، وليس من المعقول أن نطلب منها أن تتمرد على أسرتها ومجتمعها وتخلع النقاب من أجل أن نصفق لها ونشهد أنها روائية أو كاتبة متمردة، لأنها تعرف جيداً نتيجة تمردها.
كثر الله خيرهن أنهن تعلَّمن، ودرسن، وصرن طبيبات ومربيات ومعلِّمات، وقاومن التنمُّر وواجهن المجتمع الذي لايزال فيه حتى اليوم الكثير من الآباء لا يؤمنون حتى بأحقية المرأة في التعليم، ولا في الميراث.
ومن العيب أن يأتي أحد المحسوبين على المثقفين لافتعال ضجة من أجل النقاب..
لنكن واقعيين فقط، فنحن من هنا، ونعرف كل ما يدور في المجتمع، ولسنا من كوكب آخر.

أترك تعليقاً

التعليقات