شرف المحاولة
 

عبدالمجيد التركي

عبدالمجيد التركي / لا ميديا -

حين يفشل أي شخص من الإخوان المسلمين في أي شيء، يبرر له تابعوه بأنه نال شرف المحاولة، ويبررون أيضاً بأنه اجتهد فأخطأ، وله أجر.. ولا أعلم في أية ملة يثاب المخطئون!
أعلن محمد عبدالمجيد الزنداني عن اكتشافه علاجاً لفيروس كورونا، وحدد مدة للانتهاء من تجهيزه، مع أن حكومة تركيا لم تتحدث عن هذا الأمر الهام، ولم تعلن عنه.. وحين انتهت المدة المحددة ظهر الزنداني ساخطاً من الناس الذين سخروا منه، وقال إنه سيكتم علمه عن ذوي الجهل الذين وصفهم بـ«الغنم»، مستشهداً ببعض أبيات الإمام الشافعي.
كيف تكتم علمك أيها الشيخ وأنت تعلم أنه «من كتم علماً ألجمه الله بلجام من نار».. فكيف بهذا العلم الذي ستكون نتيجته إنقاذ العالم؟
وصفه للناس بالغنم- على لسان الشافعي- ذكرني بوصف الزبيري للشعب بأنه «مخلوق حقير» حين خاطب ضميره في قصيدة قائلاً: «لا تنتصر للشعب إن الشعب مخلوق حقير»!
هكذا هم حين يفشلون، لديهم ما يبرر أخطاءهم، ويثابون عليها رغم أنوفنا.. وإلا كيف لفقيه لا يفهم شيئاً في الطب أن يدعي معرفته واختراعه علاجاً أعجز أعظم علماء الأرض؟!...
قبل ذلك ظهر جالساً على مكتب، لابساً رداءً أبيض ليبدو بهيئة الأطباء، وبيده قلم كأنه واحد من كبار المثقفين والعميقين الذين كانوا يتصورون والقلم في أيديهم، وأمامه 3 علب زجاجية ليوهم الناس أن هذا هو العلاج الذي اخترعه، وقد أصبح جاهزاً وتمت صناعته وتعليبه.. يا للهول إلى أي مدىً تمادى؟
قارورة مكتوب عليها «إنجاز» والأخرى اسمها «إعجاز».. يا لهوس هذه الأسرة بالإعجازات وبراءات الاختراع التي ليست بريئة على الإطلاق!
أنا كمواطن عادي، أعرف أن مخترعي الأدوية يسمونها بأسمائها العلمية وتركيبتها الدوائية، حتى الشركات التي تصنع الأدوية تضع اسماً تجارياً لا يخلو نصف الاسم من تركيبة الدواء، ويكون اسم التركيبة العلمية مكتوباً بخط صغير تحت الاسم التجاري.. هذا هو قانون الطب الذي يعرفه العالم.. لكن أن تسمي علاجك «إنجاز وإعجاز» فهذه أسماء تنفع للمواليد وليس لدواء استنفر وأعيا كل الدول.. والفيروسات تحتاج إلى مصل ولقاح وليس إلى قوارير تشبه شراب السعال. 
تلك القوارير جعلت الناس يعتقدون أنه اخترع الدواء فعلاً، وأن هناك شركات قامت بتصنيعه، مع أنه من السهل جداً تصميم باكت ورقي وطباعته في أقرب مطبعة ليبدو شبيهاً بالدواء.. أرأيتم إلى أية مرحلة وصلوا في دجلهم والإصرار على أنهم أهل الإنجاز والإعجاز؟

أترك تعليقاً

التعليقات