عيون خائفة..
 

عبدالمجيد التركي

عبدالمجيد التركي / لا ميديا -
آخر الليل تكثر الوفيات..
الفيس بوك مليء بالتعازي وتبشير الصابرين..
أحدهم يكتب منشوراً عن استكمال تجهيز مغسلة الموتى،
وآخر يتبرع بأكفان وعطور وحنوط..
لا أريد معرفة الحنوط
سأتخيل أنه آخر تذكار من الحياة
أو تذكرة خروج مجانية..
أكره الذين ينشرون صور أقاربهم الموتى
والأطفال الغرقى
الذين يضعون في أنوفهم الصغيرة سدادات قطنية،
ما جدوى السدادات بعد أن امتلأت رئاتهم بالغرق؟
أنام بعيون خائفة
ومسامات تتنفس بسرعة،
أشعر بمساماتي تنفتح وتنغلق مثل أفواه الأسماك الصغيرة حين تلفظ آخر أنفاسها،
أبدو كجنازة نسيها المشيعون في الجامع..
لفرط استعجالهم حملوا نعشاً فارغاً
حتى من الاتعاظ،
لم يعد أحد يخاف من الموت
يتحدثون فوق القبر المفتوح عن وليمة الغداء
التي سيلتهمونها ويهدون ثوابها إلى روح الميت..
من يقنع المديونين
لم يمنحهم الجزار سوى يومين لتسديد قيمة الثور
الذي سيذهب كل ثوابه إلى جيبه.

أترك تعليقاً

التعليقات