ذكرى جمعة الكرامة
 

عبدالمجيد التركي

عبدالمجيد التركي / لا ميديا -
أمس الأول كتب الكثير من الناشطين عن مجزرة جمعة الكرامة، وترحموا على شهدائها، لكن لا أحد تحدث عن القتلة والمجرمين الذين تسببوا بهذه المجزرة، فنحن دائماً نقتنع بلقب «شهيد» وننسى القاتل الذي تسبَّب في هذا. 
كان يوم جمعة الكرامة بداية للقتل الجماعي والمجاني، وكان تدريباً للقناصة الذين كان أشبه لهم بموسم حصاد.
ذلك اليوم تم تصوير عدد من القناصين فوق سطح منزل محافظ المحويت، وتم نشر الفيديو في اليوتيوب، وكانت صور القتلة واضحة ومن السهل التعرف عليهم، وتم القبض عليهم أيضاً، وأخذهم علي محسن ليتم احتجازهم في الفرقة الأولى مدرع، وبعدها لم يسمع عنهم أحد أي خبر.
لم يسأل أحد محافظ المحويت يومها: من هم هؤلاء الأشخاص الذين كانوا يقتلون الناس من فوق سطح منزلك؟ اكتفوا بتعليق لافتة كرتونية على منزله مكتوب فيها: «بيت السفاح محافظ المحويت»، ولافتة أخرى مكتوب عليها: «بيت محافظ المحويت الذي أطلق النار على المعتصمين».
كان علي محسن يومها يبدو في نظر الشباب شبيهاً بجيفارا أو غاندي، وحامي حمى الثورة، في حين أنه لم يكن سوى واحد من اللصوص الذين قامت هذه الثورة عليهم.
بعدها بسنوات تم إخراج 13 جثة من الفرقة الأولى مدرع، قيل إن هذه الجثث مجهولة، وقاموا برصفها فوق سيارة نقل «دينّة» بشكل مهين، ودفنوها بدون أي إعلان في الصحف من أجل أن يتعرف أقاربهم عليهم، رغم أن قتلى الحوادث المرورية المجهولين ينشرون صورهم في الصحف قبل دفنهم حتى ولو تم دهسهم ولم تعد ملامحهم واضحة. لكن دفن تلك الجثث كان مريباً، ومن الواضح أنهم قاموا بدفنها ليدفنوا معها أسراراً كثيرة، إضافة إلى أن قائد الفرقة كان يعرف أنه سيغادر إلى الرياض ولا يريد أن يترك أي أثر لكي تظل صورته ناصعة.
تلك الجثث هي لقناصة جمعة الكرامة، دفنوهم ليغطوا جريمتهم، ولم يفكر أحد بسؤال قائد الفرقة وحامي الثورة: ما الذي حدث للقتلة الذين قام بإيداعهم في سجنه لارتكابهم جريمة جمعة الكرامة؟!
ما زال قتلة «جمعة الكرامة» طلقاء، وما زال قائد الفرقة الذي أخفى القناصة طليقاً في الرياض، بل سجيناً في أحد فنادقها.

أترك تعليقاً

التعليقات