عبدالمجيد التركي

عبدالمجيد التركي / لا ميديا -
حين تصل إلى عتبات مدينة المحويت المتلحِّفة بالغيم والرذاذ، فلا بد أن تضع همومك على عتباتها، فهي مدينة لا تعرف سوى الفرح، ولا تسري عليها قواعد الرتابة والروتين، لأنها بعيدة عن صخب المدن، ذلك الصخب الذي يجعلك تنسى ذاتك في متوالية لا تنتهي من الضجيج.
فحين تكون في المحويت تشعر بذاتك المفقودة، وتشعر أن «الريادي» همزة وصل بين السماء والأرض.
تعتقد أنك دون إحساس فيفضحك الماء، تسترسل مع الغيم في المكاشفة، فترى كل أقطاب الصوفية يمشون على جناح غيمة، ثم تتوق نفسك إلى التوحُّد بالغيم حين تعي أن الماء هو جدُّك الأول.
ستصمت كأنما حذفت كل حروف الأبجدية من قاموسك، فالصمت فضيلة في حضرة الدهشة.
من هنا.. من «الرِّيادي»، في مشهد خرافي، بإمكانك رؤية هطول المطر عن قرب، دون أن يبلِّلك المطر، لأنك حينها تقف فوق الغيم، وفوق المطر، وفوق الدهشة.
ومن «الريادي» بإمكانك أن تشرب من ضرع الغيمة مباشرة.. هل جربت أن تشرب ماءً خرج لتوه من شرايين الغيم المجروحة بوميض البرق ورهبة البرق؟
كل هذا السحر يجعلك تحسُّ أنك لست أنت، وفي نفس الوقت تحسُّ أنك أنت، في لحظة صفاء لا تقبل القسمة على اثنين، هما أنت.. وأنت فقط.

أترك تعليقاً

التعليقات