«طومر» ‏شهيد الإباء والموقف
 

أصيل نايف حيدان

أصيل نايف حيدان / لا ميديا -
مؤمن مجاهد تقي نقي سباق بالمواقف كرار غير فرار واثق بالله كل الثقة.. الشهيد المجاهد هاني طومر "أبو فاضل" قائد كتيبة المدرعات والآليات الذي سطر الموقف العظيم رغم صغر سنه والذي لم يسطره ولن يستطيع أن يسطره أكبر قائد عسكري يحمل الرتب العسكرية والمناصب في صفوف العدو والمرتزقة، الموقف الذي سيخلده التاريخ وتخلده الأجيال.. الموقف الذي عجز أكبر المحللين السياسيين والعسكريين عن وصفه، سلام الله ورضوانه عليه، انطلق بشجاعة وإخلاص، وكما قال الشهيد الرئيس "كل الشجاعة تنتهي إلا الشجاعة المرتبطة بالله سبحانه وتعالى، فهي الشجاعة التي لا تنتهي".
وثق الشهيد العظيم بالله وتوكل عليه عندما رأى رفاقه محاصرين ومنهم من قد جرح، فقوى وشد عزيمته وأخذ الآلية الأولى وأخرج مجموعة من المحاصرين وأوصلهم بين نيران العدو إلى مكان آمن وقد أعطبت الآلية، فقام بأخذ طقم وذهب لمكان المجاهدين المحاصرين بين نيران العدو أيضاً وأخرج مجموعة أخرى وأوصلهم إلى مكان آمن وقد كان الطقم معطوباً.. ثم أخذ آلية ثالثة وذهب محاولاً إخراج من تبقى من المجاهدين فكثف العدو نيرانه وقذائفه حتى أعطبت آليته ونزل منها جريحاً يمشي فانهال عليه الرصاص حتى ارتقى شهيدا عزيزا عظيما في موقف الحق، وكان من بين المحاصرين الجرحى الذين لم يستطع إخراجهم طومر، الشهيد المجاهد العقيد عبدالرحمن حسن مطهر "أبو شهيد فوط" ذلك القائد العسكري الهمام الذي يتقدم الصفوف بكل شجاعة وإقدام والذي تعرفه الوديان والصحارى والجبال وتشهد له ببطولاته وصموده، ونالا الشهادة في ذلك المكان، وظلت جثامينهم الطاهرة محاصرة حتى أتى تأييد الله للمجاهدين العظماء وقاموا بعملية هجومية حرروا بها كل تلك المواقع والمناطق وأصبحت مناطق آمنة وأخرجوا الجثامين والمحاصرين.. وهذا كله بفضل الله وبفضل دماء أولئك الشهداء العظماء.
هكذا هي مواقف من هو مرتبط بمسيرة القرآن العظيمة، وهكذا هم طلابها لا يخافون لومة لائم، يتوكلون على الله لا سواه وينكلون بالعدو أشد التنكيل.
نعم وحقاً.. إنه الشهيد الذي أوفى مع الله ومع رفاقه بميدان العزة والكرامة، فهنيئاً لك أبا فاضل هذا الشرف والوسام العظيم، فقد بعت من الله بيعاً صادقاً ولم تبال بقذائف الأعداء وأعيرتهم النارية وكان كل همك كيف تنقذ أصدقاءك.
وبعد استشهاده ظل العدو والمرتزقة يطلقون أعيرتهم النارية بكثافة على الشهيد، وهذا لا يدل إلا على خوفهم ورعبهم منه حياً وشهيداً، ولا يعلمون أنه قد صعد إلى خالقه وكسب الحياة الأبدية.
مهما وصفنا الشهيد البطل وموقفه العظيم الذي يقشعر له الأبدان فلن نستطيع أن نفيه حقه ولن نقول إلا:
سلام الله ورضوانه عليك يا أبا فاضل، وهنيئا لك هذه المرتبة العظيمة عند الله، ونسأل من الله أن يوفقنا لما نلته من شرف عظيم جداً وأن يثبتنا وينصرنا على الأعداء.
وشافى الله الجرحى شفاء عاجلاً، وفك قيد الأسرى، إنه على كل شيء قدير.

أترك تعليقاً

التعليقات