الحكومة الإسلامية وحكومات الدول الكبرى
 

طه أبكر

الشيخ طه أبكر / لا ميديا -
إن الإسلام منهج عظيم ودين قيم، ولو حكم الإسلام لرأينا الهداية والعدل منطقا سائدا في الأرض، ولما رأينا بخسا ولا هضما ولا ضلالا ولا شقاء في الحياة الدنيا.
فهذا الدين يقوم على مراعاة الحقوق العامة والحقوق الخاصة بذوي الحاجة والحقوق الشخصية... وهذا الدين يقوم على حفظ الأنفس من الشهوات وحفظ المجتمعات من الانحرافات وحفظ الناس من علو بعضهم على بعضهم.
فأين هذا الدين من حياة الناس؟! فإن الناس يتلهفون إلى عدالة هذا الدين وإلى هداية هذا الدين كما يتلهف الظمآن إلى الماء البارد في الصحراء القاحلة في يوم شديد الحرارة!
إن الحكومة الإسلامية هي الغاية التي يسعى إليها المؤمنون والتي تشتاق لها القلوب السليمة والأنفس الزاكية من العالمين.
فالحكومة الإسلامية هي تلك الحكومة العظيمة التي ينشدها العالم والتي قد ثبتت صورتها في أذهان العلماء والتي تخيلها الفلاسفة من زمن قديم.
وإن النظام الإسلامي هو الأمل الذي يدفع بالأصفياء من عباد الله للتحرك الجاد؛ ذلك التحرك الذي ترافقه التضحيات العظيمة والبذل الغالي بالنفس والنفيس من أجل الوصول إليه وقيامه وتحقيقه نظاما واقعيا في دنيا الناس.
ولسنا نعلم إن كان الله سبحانه وتعالى يحيينا إلى تلك الساعة التي نرى ذلك النظام العظيم واقعا أم سيكون موتنا قبل ذلك، ولا يعنينا ذلك بقدر ما يعنينا أن يفهم الجيل الناشئ وأن تفهم الأجيال القادمة حقيقة الإسلام وأن تعلم حقيقة الأمل المنشود الذي نتكلم عنه.
والحكومة الإسلامية هي الأمل المنشود لأسباب، منها:
ـ أن الدول الكبرى لو كانت تدين بدين الحق لما استهانت بالدماء ولما قبلت الفساد.
ـ وأن الدول الكبرى ليست جادة في البحث عن الحق وليست جادة ولا صادقة في إحقاق الحق.
ـ وأن الدول الكبرى خاضعة لمن يريدون العلو في الأرض بغير حق ولمن يريدون الفساد.
ـ وأن الدول الكبرى لا يهمها الإنسان ولا يهمها السلام ولا يهمها المساواة ولا يهمها الإخاء ولا تهمها المحبة ولا يهمها الخير.
ـ وأن الذين يريدون الخير في الدول الكبرى لو وجدوا فإنهم لا قيمة لهم ولا تأثير في دولهم.
ـ وأن الدول الكبرى بالقائمين عليها والمسيطرين على القرار فيها هم سبب الفساد وسبب سفك الدماء في الأرض.
ـ وأن الذين يتمسكون بستار الدول الكبرى وبالأمم المتحدة ومجلس الأمن إنما يتمسكون ببيت العنكبوت.
ـ وأن الذين يعلقون آمالهم على الدول الكبرى إنما يتعلقون بسراب بقيعة.
ـ وأن الذين ينخدعون بشعارات الدول الكبرى إنما انخدعوا بها لأنهم بغير قيم حميدة ولا مبادئ رشيدة.
ـ وأن الدول الكبرى لا يعرفون إلا لغة السلاح ولا يؤمنون إلا بمنطق القوة.
ـ وأن القائمين على الدول الكبرى يخدعون شعوبهم قبل أن يخدعوا الشعوب الأخرى.
وعلينا أن نعلم في طريق قيام الحكومة الإسلامية:
ـ أن سخط الشعوب المستضعفة على شعوب المستكبرين هو وسيلة من وسائل إخضاع الأنظمة.
ـ وعلينا ألا ننجر إلى معاداة الإنسان لأي سبب كان طالما وهو لا يعادينا.
ـ وعلينا أن نفهم أن قلق الشعوب سيؤدي إلى إقلاق الأنظمة الحاكمة فيها.
ـ وعلينا أن نعمل على إفهام شعوب المستكبرين أنهم لا خيار لهم، فإما أن يكونوا مع الشعوب المستضعفة وإما أن يكونوا مع الأنظمة المتكبرة، وأن مصلحة الإنسانية بهلاك أنظمة الاستبداد والاستغلال.
وفي الأخير، لنرسخ في أذهاننا أننا لا نعادي متجبرين وطغاة لنوالي طغاة ومتجبرين آخرين، وأننا لا نسقط الطواغيت لإيجاد طواغيت آخرين.

أترك تعليقاً

التعليقات