رسالة جندي إلى قائده
 

طه أبكر

الشيخ طه أبكر / لا ميديا -
أبعث إليكم هذه الرسالة العامة وأنا أعلم قدر الجهد الذي تبذلونه لكي ينال الشعب اليمني الاستقلال الشامل من كل قوى الشر والهيمنة والاستكبار، وأشعر بما تعانونه نتيجة إساءة المسيئين وخذلان المتثاقلين وعدوان المعتدين.
ولما أعلم رأيت أن أبعث إليكم هذه الرسالة، ورأيت أن تكون هذه الرسالة علنية لا سرية، ليعلم الجميع من الأنصار ومن المتثاقلين ومن المعتدين حقيقة الواقع الذي نعيش فيه.
إن النعمة التي أنعم الله بها عليك، والتي لا تعد جوانب الفضل فيها ولا تحصى والتي من مظاهرها أنك من الثقل الأصغر ومن الأمة التي لم تزل منذ وفاة النبي وإلى ساعة الناس يهدون بالحق وبه يعدلون، وما منحك الله من النصر منذ ولايتك لأمر مجموعة من الناس إلى أن جعل لك ولاية أمر هذه البلدة الطيبة والأمة اليمنية، فتلك النعم كلها تدل على أنك بإذن الله وتوفيقه القائد الأنسب لمعركة الاستقلال من التبعية لقوى الاستغلال العالمي.
فإن لك من فضل الله ما ليس لأحد من كل القيادات في الساحة اليمنية ولا في الساحة العربية والإسلامية ولا في العالمية ممن علمنا أحوالهم ورأينا فضائلهم، وليس هذا تطبيلاً فلستُ مداحا وأعوذ بالله من ذلك وإنما هو الإقرار بالفضل لذي الفضل.
سيدي القائد...
إن الشعب اليمني قد علمت من أفضل الشعوب، وأن هذا الشعب يرى أن مصلحته لن تكون مع قوى الاستغلال العالمية ولا مع أذناب تلك القوى، وسواء أكانت تلك الأذناب دولا كالسعودية والإمارات، أم مرتزقة من أذناب الأذناب، وسواء أيضاً أكان المرتزقة من التنظيمات كتجمع الإصلاح أو الحراك الانتقالي أو غيرهما أم من الشخصيات كعبد ربه وعلي محسن أو من دونهما.
ولم يبق للشعب اليمني إلا الله الذي مكنك ونصرك وأنعم بهم عليك وأنعم عليك بهم، وأن الشعب اليمني يعلم أن السعودية والإمارات لا تريدان له الخير، وأن المرتزقة إنما يريدون مصالحهم الشخصية.
وقد يكون هناك تشاغل في مجموعة كبيرة من أبناء شعبنا يمنعهم من إدراك حقيقة المعركة على وجهها الصحيح وأنها إنما هي معركة بين مريدي الاستقلال ومريدي الاستغلال، وهذا التشاغل من البعض والسطحية من البعض الآخر تزول بما تعملون من التثقيف بالثقافة التاريخية الغائبة والمغيبة عن كثير من أبناء شعبنا، فإن كشفت الحقائق وظهر زيف المضللين وقامت الحجة على المخالفين لم يمنع الأمة اليمنية من الانطلاقة الشعبية الكاملة إلا ما يمنع الكثير من أهل الوعي الصحيح والرؤى الناجحة والمعرفة الواسعة، ذلك المانع الذي يقف حجرة عثرة أمام تحرك الكثير وعن قيامهم بدورهم الفعال.
والمانع بعد نشر الثقافة عدم الالتزام بمقتضيات تلك الثقافة، حيث تقوم فئة من العاملين والمنتسبين إلى المجاهدين بالاستبداد بالأمر ومنع ذوي الأهلية من القيام بما عليهم، بدعاوى باطلة أو بتوجيهات تعسفية. على أن الجدير بهم والأولى لهم أن يسعوا إلى مشاركة الجميع وتحرك الجميع، لاسيما ممن لا شروط لهم ولا طلبات غير القيام بالعمل الصالح على الوجه الصحيح.
ومن هذا المانع قيام فئة أخرى من العاملين والمنتسبين إلى المجاهدين بفتح ملفات متعددة ينشغل بها الناس عن مواجهة عدو يستغل كل فرصة لضرب الجهاد في سبيل الله. ولا يخفى عليكم أن المرحلة ليست مرحلة تشعبات، ولو كانت باسم البناء، فالمرحلة مرحلة مواجهة حتى ينال الشعب الاستقلال الشامل، فلا داعي لفتح أي ملف لا يهدف إلى التحرك الفعال والشامل لكل القوى الشعبية.
ومن هذا المانع انفصال فئة من العاملين المنتسبين إلى المجاهدين عن جماهير أبناء الشعب، وعلى رأس أولئك الموظفون في الجهات الرسمية ممن يأمنون من أي إجراءات عقابية، وهذا الانفصال حقيقي بالغياب عن الشعب أو انفصال مجازي تحت عنوان قول بعضهم "نحن وأنتم"، فيتصور الشعب أن المجاهدين شيء وأن الشعب شيء آخر، وأن الجهاد شيء والمواطنة شيء آخر... على أن هذه المعركة في جانبها الوطني تقتضي ذوبان الجميع تحت تسمية الجهاد.
سيدي القائد...
إن انعدام الشعور بخطورة المرحلة عند الكثيرين ستكون له عواقب سيئة على كافة أبناء الشعب، فلا بد أن يتولد هذا الشعور عند القائمين بالأعمال في كل المجالات، لينتقل هذا الشعور إلى نفوس أبناء الشعب حماسة وحرقة، وإلى واقعهم حركة وثورة.
سيدي القائد...
حين يدرك أبناء شعبنا أن الفائدة من المواجهة عائدة إليهم في الواقع وفي مستقبل أفضل وأحسن وأمثل لهم ولذرياتهم من بعدهم، فلن يتثاقل أحد من أبناء الشعب عن السعي والقيام بدوره ومسؤولياته، ولن يسمح أحد من أبناء الشعب لمخدوع من المخدوعين بتثبيطهم وتخذيلهم، ولن يسمحوا لمسيء من المسيئين بتشويه جهادهم، فلن يكون هناك حرف للشعب عن مسيرته حتى نيل الاستقلال، ولن يكون هناك تشويه لمسيرتهم الاستقلالية.
وفي الأخير، نتمنى أن يكون في ضمن الدعوة إلى الانطلاقة الشعبية الشاملة في مواجهة الغزو، الذي يهدف إلى استغلال بلادنا وشعبنا في مشاريعهم التي لن تعود على أبناء الشعب بأي فائدة وأي خير، توجيهات مناسبة وصارمة لإزالة سائر الموانع التي تعلمونها، التي ذكرنا بها والتي لم نذكرها. والله المستعان.

أترك تعليقاً

التعليقات