سـأخبر الله عنكـم
 

ليسا جاردنر

ليزا جاردنر / لا ميديا -
هل سيتلاشى الخوف كما تتلاشى رقاقات الثلج الراقصة الباكية على الرصيف البارد؟!
ويحك أيتها الراقصة على حانوت ذكرياتي المظلم!
تعالي هنا وارقصي فوق طاولة أوجاعي!
اصرخي مثل ملك الموت!!
أو أصمتي!
اسكبي لي كأساً من مرارة حنظل الأوجاع
لعلها تسكر وجعـي لأموت معها أو دونها!!
فأنا مع دقات قلبي
مع خلجات روحي
أتمزق...
بين كل لمسة، وبسمة!
مع كل ذكرى وهمسة
أكتوي بنارك!
تصيبني زلات وخيبات فرويد!
مشنقة الحياة عانقتني بحب ولهفة!
لتخنقني بقبلاتها اللعينة!
ولا حول لي ولا قوة!
أريد الهواء تحت وابل العاهرات وقنابل الوقود!
يتم خسفي
ويضغط حبل المشنقة المتآكل على شرايين عنقي!
يضغط، ويضغط...
لينفجر الصاروخ في قلبي
وتنفجر أشلاء ذكرياتي 
لتتمزق أمام الخارطة العربية!
ولكن بدمي ولحمي ووجعي خارطة قذرة
ترقص فوقها صافيناز!
آه من الاختناق!!
آه من تلك اللحظات المريرة!
لحظات قطار الموت السريع التي لا رحمة فيها!
يسحقك سحقاً وإذا بلغت الحلقوم
عندها تتهدم أهرامات الذكريات
وتتناثر جبال الأيام
ويموت الحب...!
يموت القلب!
وتنهار الأعضاء والأفكار
يتلف الروح ويجف القلم
وينعدم الأكسجين الحزين
ويحترق الدماغ
ويتحلل الجسد مع الأعضاء
من الاختناق!
عندما تموت قبل أن تموت
تلهث وتلهث
ولا يسمعك غير المشنقة!
تصعد إليها للرقص معها لأنك بحالة من اللاوعي!
أنت موجوع من كل شيء!
المشنقة صديقة الأحياء الممزقين مثلي!
عندما تخسر كل شيء
فالوحدة رغم مرارتها تضيء القبور!
أصعب شعور أن تحن إلى لحن قديم
خذلك وكتب لك لحن الموت وقادك إلى حبل المشنقة!
لماذا العتاب؟!
فأنا أهيم في حضن يديم الباردة
وأذوب شوقا إلى قبلاته المسمومة
وأحترق ببركان كرسيه وسوطه!
كم مرة أموت في كل ثانية وثانية؟!
هذه الأنثى في داخلي معقدة
تصرخ على أوراق الحائط الصفراء
وتكتب قصة خيبتها وآثامها!
كم من المرارة أكلت؟!
كم من الإهانات حصدت؟!
كم فازت بجوائز نوبل للأوجاع؟!
والآن تقف أمام حبل المشنقة عارية الذكريات والإحساس!
أنا من ظلمني البشر
الأصدقاء، والساسة، والرأسمالية، والأيديولوجيا...
والضحكة المزيفة، والبسمة الكاذبة، والحب الكاذب...
إليكم أيها المنافقون، الكاذبون!
نعم، لقد كنت حمقاء عندما صدقتكم!
كنت غبية عندما آمنت بكم ووثقت بكم ثقة لا تستحقونها!
إلى كل من شارك في موتي، ووجعي
سأخبر الله عنكم!
هناك قصة طفلة دفنها المجتمع الذكوري قبل أن تولد!
يداعبني ملك الموت
ويرقص معي على حبل مشنقة الحياة المزيفة!
هناك باب يفتح وآخر يغلق!
أيها الظلم انقشع!
أما وجدت غيري؟!
أصبحت أراك يا أمي!
ويستمر الضغط وأنتِ تحضنين جسدي الموجوع بأيام محروقة 
لأبكي رمادا ملتهباً!
وتمسحين دموعي فتحترق أصابعك!
ها أنا الآن  قاب قوسين أو أدنى!
انتهـت قصتي معهم ونزعت كل ذكرياتي
وأنا الآن مع حشرجة الموت الأخيرة أراك!
لن أندم!
سأتدلى على حائط المبكى
وسأترك عيني في الكنيسة المحطمة منذ الحرب العالمية الثانية!
وسيصلي على جثمانِ الشيخ بابا نويل في المسجد القريب من منزلنا!
وسأخبر الله عنكم!!

أترك تعليقاً

التعليقات