السلام والجيران
 

ليسا جاردنر

ليزا روز غاردنر / لا ميديا -
مع رائحة البن اليمني الممزوجة بأجواء رمضان المباركة ودعاء المساكين يتسلل إلينا أيضا، رائحةٌ لطالما تمنيناها، وهي رائحة السلام التي تنبثق من الأجواء التي تلبدت بغيوم الحرب وأسلحة الدمار، وبدأ الشعب اليمني يتنفس الصعداء.
لنستقبل بروح متفائلة بعد حرب استمرت أكثر من ثمانِ سنوات نجد أن السعودية وبمسؤولية قد بدأت في الانحراف السياسي الفعال لبناء العلاقات الدبلوماسية الهادئة وربما لا نخطئ حين نحلل بأن قد آن الأوان والوقت المناسب فعليا لكي تتراجع المملكة السعودية عن المشاركة في الحرب الدامية على بر وبحر وسماء اليمن.
وبدأت السعودية فعليا بعقد الاتفاق للوصول إلى حل دبلوماسي بعيد من قوة السلاح وهول الحصار الذي استدام في اليمن بين الأطراف المتصارعة، والآن وتحت مظلة عُمانية وصينية وجهات أخرى تواصل بكل دقة على الوصول إلى السلام الفعلي في المنطقة وإخماد الحرب والتوتر في اليمن، كما وقد رحبت حركة الأنصار بانتهاء النزاع وحماية البلدين من دمار البنية التحتية للبلدين، وحماية الحدود وأمن المنطقة، وطبعا هناك بشائر في الأفق تلوح عن الإعمار والاستثمار في اليمن وهذا سينقل اليمن من بلد منكوب إلى تأمين مستقبل أفضل لليمن واليمنيين في الداخل والخارج، وليستقر حتما أمن المنطقة من الحروب، لنبدأ صفحة جديدة ونكتب فيها الازدهار والإعمار والتطور.
وبعد ثماني سنوات دامت من مرارة الفقد تتنفس اليمن بشرى خير وحلم يكاد أن يصبح حقيقة وبعد الهجوم على اليمن، نرى بأن سياسة السعودية تحاول الآن على وجود وخلق حلول دبلوماسية للخروج بسلاسة من الحرب على اليمن، وتحول مسار الدمار إلى الإعمار والتركيز على بناء الثقة وتوطيد الدبلوماسية بين البلدين والعمل على أهداف السلام عوضا عن الأهداف العسكرية والخراب.
كما نوه المحلل الأستاذ أحمد ناجي الباحث في معهد مجموعة الأزمات الدولية بأن السعودية وحتما تحرص على بناء وتطوير أُسس هيكل النسيج الاجتماعي والاقتصادي داخل أراضي المملكة، ولا يجب أن ننسى أن المملكة تعمل أيضا "لتحويل نهجها في اليمن من استراتيجية عسكرية إلى استراتيجية أمنية وسياسية ناعمة".
ويضيف الأستاذ ناجي قائلا بأن "العمليات العسكرية مثل الضربات الجوية” قد تتوقّف الآن على الأرجح، موضحاً أن الأولوية هي “للحل الدبلوماسي".
وأخيراً، نتعلم من هذه الحرب المرة أن ازدهار المنطقة ركيزة مهمة لدول الجوار وعلى رأسها المملكة السعودية، ولن ينسى الطرفان الخسارة الفادحة التي كانت نتائجها إحراق المال والرجال ودمار البنية التحتية في اليمن وتحول اليمن إلى أسوأ كارثة إنسانية عرفناها في هذا القرن في حرب كان من الممكن تداركها.

كاتبة إنجليزية من أصول يمنية

أترك تعليقاً

التعليقات