اشتراطات إسلامية غير منظورة!
 

أحمد العماد

أحمد العماد / لا ميديا -
الملاحظات:
المنتجات الغذائية والمشروبات وحتى الأدوية في بلادنا تأتينا من كل حدب وصوب. ولضعف تعددت أسبابه إنتاجية ورقابية تشاهد الأسواق في بلادنا فتجد العجب العُجاب، وقد تقف متأملاً تقرأ في مغلف غذاء أو شراء أو دواء فتصدمك معلومة بسيطة لبلد المنشأ المسجل على ذاك المغلف؛ تسأل نفسك: عجيب؛ حتى هذا البلد يصدر إلينا منتجاته؟!
طهارة الموضع والملبس والمأكل والمشرب متطلبات مسلمة لدى كل المسلمين، ولا خلاف عليه، وما أحد منا -كمسلمين- إلا ويدرك حتمية هذه المتطلبات وجوباً، وهو أمر تجاوز الفقه والعلم حتى أصبح عادة وممارسة يومية فردية واجتماعية معلومة.
كثيراً ما نجد في أسواقنا لحوماً مجمدة أو معلبة، أو مركبات وخلطات غذائية أو حتى أدوية، وفي حقيقة الأمر لا ندري على وجه اليقين، هل هي حلال ويجوز لنا تناولها؟! 
وحقيقة الأمر -بالنظر لواقعنا الشعبي والرسمي- لا يكفي اعتبار كوننا في بلد عربي مسلم، أن كل ما يُباع في أسواقنا من أغذية ومشروبات وعلاجات، تُعتبر حلالاً حتماً، رغم كونه يُفترض هذا على الأقل في الأسواق الرسمية لا السوداء.
وإن كان يُفترض ذلك في نظر الكثير، إلا أنه ومن باب المسلمات التي يعرفها الجميع، فلا يمكن التعويل على الجهات الرسمية المختصة تفصيلاً - للأسف، ولا يمكن التعويل على علم كل التجار ناهيك عن ذمم بعضهم، كما وبالسياق نفسه لا يُمكن التعويل على الحكم الشخصي، بناءً على قراءة المكونات، أو بلد المنشأ، أو ماركة “حلال” ونحوها. كلها تحتمل الخطأ وبنسبة كبيرة جداً.
وآخرون قد يستهينون بهذا الأمر، فلا يولونه أي أهمية، سواءً المستورد أو المستهلك أو سلسلة التجار البائعين بينهما.
لكن الله عز وجل لم يترك هذا الأمر على عواهنه، فقال: “وَلَا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ...” (سورة الأنعام، الآية 121)، والآية الكريمة: “الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ” (سورة المائدة، الآية 5)، دون لحوم المواشي والدواجن ومشتقاتها كانت حلالاً في الإسلام أم لا، والمسكرات بالطبع، فهل يجزم أحدنا عدم احتواء تلك المأكولات والمشروبات والأدوية على شيء منها؟!
واقع حالنا في هذا الجانب “كمن يحوم حول الحمى يوشك أن يقع فيه”، وطاعةً لله عز وجل، وطهارةً للجسد والنفس، يجب أن نتحرى الدقة واليقين، مادام ونحن في فسحة من الأمر، إذ نحن والحمد لله غير مضطرين.
ولا يتهاون أحدنا في هذا الجانب معتبراً أن ما أتحدث عنه مجرد شطط وتشدد لا محل له، بل الأمر في غاية الخطورة، فعلاوةً على مخالفة أمر الله عز وجل وارتكاب الإثم، فهناك الأضرار الجسمية والنفسية غير المنظورة، ثم لا تدري ما يُدس في تلك المأكولات والمشروبات والأدوية، وشواهد تربص العدو أكثر من أن تُعد، ويكفي أن تعلم قول الله عز وجل: “مَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلَا الْمُشْرِكِينَ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْكُمْ مِنْ خَيْرٍ مِنْ رَبِّكُمْ” (سورة البقرة، الآية 105)، فما بالك أن يأتوك به بأيديهم؟! احفظ لديك القاعدة.
يقول السيد العلم في محاضرته الرمضانية بتاريخ 09/ 09/ 1441هـ: “التغذية المحرمة والتغذية غير السليمة تترك آثارا سلبية على الإنسان في نفسيته وفي صحته، حتى في مشاعره ووجدانه لها آثار مثبتة، وهذا شيء طبيعي أن يكون هناك تأثيرات لهذه الأمور على نفسية الإنسان، وهذا أمرٌ معلوم”.

التوصيات:
لا أدري ماذا تفعل “الهيئة العامة للمواصفات والمقاييس وضبط الجودة” ودورها الرقابي في هذا الشأن! وهل ما نجده في أسواقنا، لاسيما في محلات “السوبر ماركت”، من لحوم وأغذية ومشروبات، قد استيقنت أنها حلال، فنشتري منها تحت مسؤولية الهيئة؟!
كما أشير إلى إخواننا التجار المستوردين: هل تيقنتم من حلية ما تستوردونه من تلك الأغذية والمشروبات؟ كما لا بد للكل من التحري لنفسه، وعدم اللا مبالاة، قال الله عز وجل: “كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ” (سورة المدثر، الآية 38).
وبالله التوفيق.

أترك تعليقاً

التعليقات