تخطيط.. لكن ليس حضرياً!
 

أحمد العماد

أحمد العماد / لا ميديا - 
الملاحظات:
علمياً لندخل صُلب الموضوع، الجوانب التقنية للتخطيط الحضري، تطبيق عمليات علمية تقنية واعتبارات ومزايا للتخطيط لاستخدام الأراضي، والتصميم الحضري، والموارد الطبيعية، والنقل، والبنية التحتية... ليشمل التنبؤ بالنمو السكاني، وتقسيم المناطق، والتخطيط والتحليل الجغرافيين، وتحليل المساحات، واستقصاء الموارد المائية، وأنماط النقل، وطلب المؤن الغذائية، والخدمات المتنوعة، وما هو الأثر المترتب على استخدام الأراضي...
للتنبؤ بتطور المدن وآثار التخطيط، نماذج مختلفة للإشارة إلى علاقات وأنماط بيانات سكانية وجغرافية واقتصادية، قضايا قصيرة الأجل كالانتقال، وطويلة الأجل كاستخدام الأراضي والنمو. من تلك النماذج نظام المعلومات الجغرافية (جي آي إس) الذي يستخدم لصنع نموذج وتصورات الآثار المستقبلية. انتهى الموضوع؛ فلا يوجد لدينا هذا النظام.
وننتقل إلى واقعنا. فالدولة تخطط في الأرض، والمحليات تخطط في الأرض، والتاجر يخطط، والمواطن يخطط... ثم تجتمع مجموعة من العوامل والظروف والمؤثرات لتُضرب في الخلاط (ضرباً مبرحاً!) قد تخرج في يوم بقدرة قادر، وقد تتأخر النتيجة عشرات السنوات، وقد لا يُفتح الشارع أصلاً. هذه خلاصة التخطيط الحضري عندنا من أوله إلى آخره. الشارع يُفتح أم لا، وقد يُفتح بعد سنوات مشوهاً نتيجة الخلاط (الإداري والسياسي)؛ لكنك تحمد الله أن أصبح لنا شارع نمشي عليه!
وعي الناس في هذا الجانب وأثره، كوعي وأثر المختص بالضبط؛ «من دخل عليَّ؟! لوشي زلط نسور تية القطعة قبل ما يشلوها».
إنما يجب معرفة الأسباب التي تجعل التخطيط الحضري مهماً:
1 - نمو مخطط، بالنظر لـ»الصالح العام، القيمة المالية، الطوارئ الفعالة، المشاركة المجتمعية، التخطيط الحضري».
2 - تحسين الصحة ونوعية الحياة، الطرق وحركة المرور، الأماكن العامة، والخدمات الحيوية، صحة، تعليم... إلخ.
3 - تأثير بيئي أقل، معالجة النفايات، التشجير، صرف صحي، تصريف مياه الأمطار، والنقل العام.
4 - اقتصاد أفضل واستخدام أفضل للموارد، أسواق مزدهرة، فرص عمل، مساحات خضراء، تكلفة معيشة أقل.
5 - تكوين بيئة مستقبلية للمدينة مهيأة للتنمية الوطنية.
6 - الوقاية من الكوارث وزيادة المصداقية، التخطيط الجيد تنبؤ واستجابة جيدة للكوارث، وسهولة الوصول للبنية التحتية.
7 - حل مشاكل وتحديات المدينة المستقبلية بكفاءة أكثر، كوارث، نمو، أزمات، إدارة موارد...
يقول السيد العلم في محاضرته الرمضانية بتاريخ 12 رمضان 1440هـ: «التخطيطُ الحضري مسألةٌ مهمةٌ جداً. الناسُ يبنون، يبنون بشكلٍ مستمر، والنشاطُ العُمراني يتزايد، وكلنا نعرفُ في البلد مناطقَ كانت فاضيةً في الماضي أصبحت مُغطاةً الآن بالعُمران. الناسُ يبنون مساكنَ وينتشرون ويتوسعون، وهذا النشاطُ العمراني هو جزءٌ من الحياة، جزءٌ من حياة الناس، وهو يتزايدُ باستمرار؛ لكن بدونِ تخطيطٍ ولا تنظيمٍ، وبشكلٍ عشوائي يُمثلُ مشكلةً في المستقبل، مشكلة معيشية، مشكلة خدمية، مشكلة على تنظيم الحياة».

التوصيات:
تتحول شوارعنا إلى أزقة (هذا إن فُتحت!)، والحدائق إلى فلل أو بنايات، والبُنى التحتية حصرية، وصنعاء تدعو الله عز وجل ألا تغرق في أحد مواسم الأمطار.
بخطة لـ»مستر بلان» من قبل المختص بالتنسيق مع الجهات والمحليات ذات العلاقة والاختصاص، تُحال إلى وزارة المالية فتخصص موازنة تنفيذها باستقطاعات محدودة من مخصصات كل الجهات المعنية وجزء من الدولة وجزء مشاركة من الجهات الخاصة ذات العلاقة والاستفادة، ونُفذ الأمر.. .هذا ليس كثيراً!
ملاحظة أنانية: حارتنا أكثر من 400 منزل، ندخل إليها ونخرج منها عبر زقاق مرصوف إن التقت فيه سيارتان لزم رجوع إحداهما، وشارعها النافذ مخطط منذ أكثر من 25 عاماً لم يُفتح حتى اليوم، ويتآكل يوماً بعد آخر!
وبالله التوفيق.

أترك تعليقاً

التعليقات