فـأحبط أعمالهم ..!
 

أحمد العماد

أحمـد العمـاد / لا ميديا -
الملاحظات:
يقول سيد المفسرين العالم العامل الرباني السيد: بدر الدين بن أمير الدين الحوثي (رضوان الله عليه): "فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ". سورة محمد (الآية 9)، "ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنْزَلَ اللهُ"، لأنهم كرهوا القرآن الذي أنزله الله، "فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ" لما كرهوه، فهذا سبب لضلال أعمالهم، وكفرهم، لأنهم لو أحبوه لآمنوا به واهتدوا. "ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اتَّبَعُوا مَا أَسْخَطَ اللهَ". سورة محمد (الآية 28) أي سبب أنهم اتبعوا ما أسخط الله أي أغضبه "وَكَرِهُوا رِضْوَانَهُ" وكرهوا ما يرضيه "فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ" التي كانوا عملوها قبل ردتهم.
دشن الشعب الأبي الصامد العام التاسع، من الصمود والجهاد والعنفوان، ضد عدوان وحصار استمر طوال ثمان سنوات، لم يسبق له مثيل في العالم، تكالبت الأمم بقضها وقضيضها أهونها مشاركٌ بصمته وكأن الأمر لا يعنيه، وعلى رأسها "الأمم المتحدة ومنظماتها"، سوى البعض القليل، على شعب أصيل لم يرتكب أي جناية بحق أحد في هذا العالم.
ورغم قلة الناصر، وقلة الإمكانيات، وتركة حمل ثقيل مما اقترفه النظام السابق بحق هذا الشعب ومقدراته، عض الشعب الأبي الصامد على نواجذه، وشمر سواعده مستعيناً بالله عز وجل لا سواه، فضرب أساطير في الصمود والجهاد روتها ووثقتها كل وسائل الاتصال والتواصل في أصقاع العالم، وسترويها طويلاً كل الشعوب من الصمود والصبر والجهاد.
كم قدم من شهداء وجرحى ومعاقين وأسرى كرام، كم عانى من أمراض، كم تكبد من خسائر في الأموال والممتلكات العامة والخاصة كلها قرابين لله عز وجل ودينه، وذوداً عن حياض كرامة هذا الشعب ووطنه.
كل من وقف عدواً مستكبراً على هذا الشعب أحبط الله عز وجل عمله، كل متآمر ظل يكيد هذا الشعب أحبط الله عز وجل كيده، كل خائن باع هذا الشعب أحبط الله عز وجل خيانته، كل من سكت عن العدوان والحصار على هذا الشعب أحبط الله عز وجل سكوته فأخزاه.
وها هو شعبنا الأبي الصامد يخرج بعد ثمان سنوات من جحيم ومحارق العدوان والحصار للحياة كطائر الفينيق، يتجه للبناء العسكري والأمني والتنموي رغم قلة ما باليد وثقل التركة، ويركع كل من عاداه أو كاده أو خانه أو سكت على ظلمه، عند قدميه راجياً الغفران.
هذا مصير كل من بغى وأخلد للدنيا فساقه الشيطان إلى كل حبل دون حبل الله عز وجل، وهذا جزاء من تمسك بحبل الله عز وجل دون كل حبال الدنيا.. والقادم أعظم.
لا بد ألا ننسى أو تحرف بنا الدنيا وزُخرفها البوصلة عما قمنا له، لا سيما مسؤولينا وقاداتنا، فنذكر كما قال الله عز وجل: "وَاذْكُرُوا إِذْ أَنْتُمْ قَلِيلٌ مُسْتَضْعَفُونَ فِي الْأَرْضِ تَخَافُونَ أَنْ يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآوَاكُمْ وَأَيَّدَكُمْ بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ". سورة الأنفال (الآية 26).
فنشكر الله عز وجل على نصره وفضله وإحسانه لا سيما في هذه الليالي المباركة، فنخلص النوايا والأعمال لوجه الله عز وجل لا سواه، ونحث الخطى في خدمة وإنصاف هذا الشعب الأبي الصامد.. "هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ". سورة الرحمن (الآية 60).

التوصيات:
دفع العدوان أولوية فوق كل الأولويات كما قال السيد العلم يحفظه الله، وكل ما نطرحه تحت هذا الإطار وتعزيزاً له، ومن باب قول الله عز وجل: "إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ" سورة العصر (الآية 3)، لا أكثر ولا أقل.
لعل وعسى أن يطلع عليها مهتم أو معني، فيجد فيها ما يعينه في أموره الملقاة على عاتقه فتنفعه، شعوراً بالمسؤولية أمام الله عز وجل والمشاركة وتقديم كل ما يستطيع بما يجيد أو يملك أو يلاحظه. فلا يصرف أحدنا شيء عن دفع العدوان كأولوية فوق كل الأولويات، أو يسيء فهم مواضيعنا فيحرف ما نبتغي أو نهدف منها.
وبالله التوفيق..

أترك تعليقاً

التعليقات