غزة تكسر الاستكبار العالمي
 

عادل الكمالي

عادل الكمالي / لا ميديا -
 من لا يقرأ التاريخ ولا يملك خلفية عن الصراعات عبر التاريخ يعجز عن بلورة فكرة انتصار غزة وانتكاسة الحلف الصهيوأمريكي الغربي.
إلا أن حقائق التاريخ ووفق السياق السياسي وصراع الحضارات من أزلية التاريخ تشير إلى أن هناك تغيراً في خارطة العالم القادمة، وبروز قوى وتجمعات جديدة وانهيار قوى وهيمنة أنظمة تجاوزت خطوط التعايش واستمرارها بتربعها وهيمنتها على العالم.
إن الأحداث القائمة اليوم في غزة وإسراف العدو في القتل والدمار واستهداف كل شيء، واحتشاد أنظمة الاستعمار والاستكبار التي طغت وبغت في الأرض وحضورها العلني لإسناد كيان إجرامي بكل ما تحمله الكلمة من معنى، في الوقت الذي انهارت فيه وسقطت أنظمة كانت في مصاف مناهضة العدو الغاصب وتحولت إلى حاضنة ومحيط يمثل السياج الواقي لهذا الكيان الذي طال أمد الصراع معه إلى ما يقرب من القرن وهو يقتل ويدمر ويبيد ويهجّر شعباً من أرضه ويضلل العالم بأنه هو الضحية وأن المقاوم لجرمه هو العدوان، واستمرت هذه المنهجية متبعة، وأسند العدوان بالدعم الكبير من كل انظمة الطغيان؛ لكن اليوم تحولت استراتيجية المواجهة ويتغير السيناريو باتجاه الإطاحة بنظام القطب الأوحد وبروز تعدد الأقطاب، وذلك من خلال استنهاض محور الضد لمواجهة محور الشر، وغزة هي بوابة الانطلاق لبداية الانهيار الوشيك للهيمنة الصهيوأمريكية ودخول محور مناصرة الحرية والعدالة ساحة المواجهة لمحور الطغيان الذي أفرزته نتائج الحربين العالميتين الأولى والثانية بانتصار لدول الحلف الذي تتزعمه أمريكا ومحورها الغربي.
غزة اليوم تواجه محور الحلفاء وتجعلهم في حيرة من تورطهم بالوقوع أمام خيار اتساع ميدان المواجهة مع محور العدالة والحرية.
منذ 75 عاماً لم يسبق أن تلقى الكيان الصهيوني هذه الضربات من أي من الأنظمة العربية مجتمعة في زمن كانت الأمة تشكل وحدة موقف وهدف، واليوم قطاع غزة فقط يحدث شرخاً بالكيان لا يجبر، ويضرب هيمنة كان صيتها لا يتزعزع، ويهين قيادة هي الأوقح في تاريخ الصراع ويتعرض الجندي الصهيوني لكل أنواع القتل والرعب وانهيار آلته الحربية التي لا تتخطاها آلة عسكرية أخرى.
اليوم ورغم سقوط الأنظمة العربية، التي كانت تتبنى القضية الفلسطينية بأنها قضية الأمة، تحولت تلك الأنظمة إلى كيانات تابعة للعدو الصهيوني، منها من هام مع التطبيع، ومنها من يشارك الكيان في عدوانه باستثناء البعض.
نحن في زمن يبرز الانتصار وبشكل جلي، زمن بروز قادة عظماء انطلقوا من رحم الأمة ينطلقون بوحي قرآني صدحوا بمواقفهم وساروا وفق مشروعهم القرآني بشعار «الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل»، وهو شعار كل أحرار العالم، وأكد ذلك القول الفعل المزلزل بإطلاق الصواريخ والمسيّرات على أعتى أنظمة الطغيان التي ظن الأغلب أنها لم ولن تنكسر أو تهزم، إلا أن القائد العلم أثبت عكس ذلك الاعتقاد الشيطاني، وبإيمان القائد وبسالة الأسد وإرادة المجاهد وصوابية المشروع أعلنها حرباً مع محور الشر، وأنه شريك غزة وفلسطين في مواجهة هذا الطغيان وأرسل منظومته البالستية إلى عمق الكيان الغاصب وضرب الأهداف.
مفارقات ليست مسبوقة من قبل، وعلامات تؤكد سقوطاً مرعباً لأنظمة خانت الله وخانت شعوبها، وتربع أنظمة وقيادات سيكون لها الأثر البالغ في المشهد السياسي العالمي القادم وصياغة الخارطة السياسية وتربع أقطاب مختلفة تعيد للعالم توازنه وتسقط دعارة القطب الاستكباري والهيمنة الأحادية. غزة تنتصر.

أترك تعليقاً

التعليقات