أصل القصة في الدفاع عن الكلب
 

عادل الكمالي

عادل الكمالي / لا ميديا -
محاكمة التاريخ ضرورة، وكشف زيف المتقولين على الرسول واجب، والقرآن هو منهجنا ومذهبنا.
الكلب وحكايته مع أبا هريرة. ذكر الله الكلب في ثلاثة مواضع بالقرآن، وفي كل المواضع والمواقف لم يشر لنا قبحه أو وساخته.
ذكره الله مع أهل الكهف بأنه كان رابعهم وخامسهم وسابعهم، أي أنه كان رفيق أنبياء الله، قال تعالى: "سيقولون ثلاثة رابعهم كلبهم ويقولون خمسة سادسهم كلبهم رجما بالغيب ويقولون سبعة ثامنهم كلبهم".
وفي الموضع الثاني استخدمه كمثال لبعض البشر باللهاث سواء حملت عليه أم تركته. قال تعالى: "فمثله كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث".
وفي الموضع الثالث، أحل الله لنا صيده، وأشار في قوله تعالى: "قل أحل لكم الطيبات وما علمتم من الجوارح مكلبين". والجوارح هنا هي الكلب، الفهد، الصقر...
بينما انهالت الروايات وما يسمونه بالأحاديث عن الرسول في وصف الكلب والرسول براء مما نسبوه إليه بما يتنافى مع كتاب الله.
حدثوا بأن الملائكة لا تدخل بيتاً فيه كلب، وقالوا إذا لعق الكلب من الإناء اغسله سبع مرات إحداهن بالتراب، بينما أحل لنا أكل صيد الكلب، والكلب يصيد بفمه ويوصل لنا الصيد بفمه وليس بعضو آخر حتى نبحث عن حجج واهية. كيف يمكن القبول بتناقض الحديث مع كتاب الله وبمن نأخذ؟!
تجنى أبو هريرة كثيراً بحق الكلب الذي أشار الله إلى رفقته للأنبياء أهل الكهف. 
وعندما وصف الله الملحد باللاهث فهنا حقيقة علمية توضح أن الكلب لا يوجد لديه مسامات في جسمه كالإنسان وبقية الحيوانات، وأنه لا يعرق، فيستخدم اللهاث كعملية تخفيف من درجة حرارة جسده، أي أن المسألة فسيولوجية، وكونه لا يعرق فذلك يعني أن فراءه نظيف وأثبت أن نظافة فرائه تفوق نظافة لحية الإنسان عدة مرات.
في المقابل فإن الله سبحانه وتعالى لم يذكر لنا القط ولم يشر إليه في أي موقف أو خاصية، بينما المتقولون على الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم قد قدموا الهرة بأنها كانت سبب دخول امرأة الجنة. وهنا نضع أكثر من علامة استفهام!!
وكذلك قدموها بأنها كانت سبب دخول امرأة النار!!
وما دفع أبا هريرة أن ينهال تحريضاً على الكلب هو خوفه الذي كان يلازمه من الكلب، وخوفه على هرته التي كانت تجد مضايقات من الكلب! ونحن لسنا ملزمين بمخاوفه هو وهرته حتى يحملنا مشاكله التي زرعت العداء للكلب الذي هو أكثر الحيوانات وفاء للإنسان وله كثير من المواقف بالوفاء الذي فاق وفاء الإنسان عبر التاريخ.
مراجعة كتب التراث ضرورة، وإصلاح ما أفسده بعض السابقين ممن جعلوا من أنفسهم نواباً لله ومتحدثين باسم رسول الله. للحديث بقية.

أترك تعليقاً

التعليقات