أحمد رفعت يوسف

دمشق - أحمد رفعت يوسف / لا ميديا -
معلومات خطيرة جدا، كشف عنها المستشار في وزارة الدفاع الأمريكية «دوغلاس ماكغريغور» في فيديو مصور، يتحـــــدث فيه عن مخطط أمريكي، لتقسيم تركيا، وعن دور لمليشيا «قسد»، بهذا المخطط، وبدء تنفيذ المخطط في الربيع المقبل.
ماكغريغور الذي عرف عنه زياراته المتكررة لسورية، ولقاءاته مع قادة «قسد»، قال: «نحن نتجه لحرب كبرى وإسرائيل جزء منها»، وكشف عن دور أساسي لمليشيا «قسد» في تنفيذ المخطط، وبأن أهميتهم لا تتعلق بسورية، وإقامة حكم ذاتي، وإنما بتركيا، وإعدادها لنقل عملياتها إلى الداخل التركي، وأضاف بكل وضوح: «نحن وإسرائيل، ندرب عناصر حزب العمال الكردستاني، في شمال سورية، لمهاجمة تركيا قريبا».
وقال المسؤول الأمريكي: «الأتراك يعرفون ذلك ومنزعجون منه.. فعلنا ذلك في الماضي، ولكن الأمر جدي هذه المرة، إلى أبعد الحدود».
كلام ماكغريغور هذا، يعيدنا إلى العام 2019، عندما وجه الرئيس ترامب، رسالة لأردوغان، عندما كان يهدد بالدخول إلى مواقع «قسد» في شمال شرق سورية، حذره فيها بشدة، من القيام بهذه الخطوة، وقال له: «سأدمر اقتصادك» وحينها تراجع أردوغان، عن تنفيذ تهديده.
وكشف المسؤول الأمريكي، أن أردوغان يتجنب التورط أكثر في حرب غزة، رغم ما يبديه من انتقادات للموقف «الإسرائيلي»، ويعرف أن الحرب على لبنان، ستجلب الفوضى، وهو لذلك يبقي بلده بعيداً، بسبب حساسية الاقتصاد التركي، والصعوبات التي يواجهها.
وأشار المسؤول الأمريكي، إلى إقامة روسيا وسورية، قاعدة في شمال سوريا (عين العرب) ووصف هذه الخطوة، بأنها احتماء من أردوغان، بالروس والسوريين، حيث أردوغان ذاهب لمصالحة السوريين، لأنه يعرف إلى أين ستذهب الأمور قريبا. أما روسيا، فقد أنشأت القاعدة، لأنها لا تريد لنا أن نكون في موضع يسمح لنا بمهاجمة تركيا، بشكل مباشر.
ورأى ماكغريغور أن أردوغان يتجنب الكشف لشعبه عن هذه المعلومات، بسبب خوفه على الاقتصاد التركي الهش، لكنه يؤكد أن أردوغان سيضطر للإعلان للرأي العام التركي، عن هذه المعلومات، وأنه سيصور الأمر، بأن هناك حرباً حقيقية مدعومة من أمريكا ومن «إسرائيل» ضد تركيا، وسيروج لها على أنها شبيهة بحرب الاستقلال، في محاولة لكسب الرأي العام التركي، ولهذا يبرر ماكغريغور اندفاع أردوغان للارتماء في الأحضان الروسية، والمصالحة مع سورية، لتشكيل جبهة ضد «قسد»، وشمال شرق سورية، للإجهاز على هذه الفصائل، قبل موعد الاجتياح لتركيا.
كلام ماكغريغور، أثار موجة من الاهتمام والاستغراب، بنفس الوقت، من الصحافة ووسائل الإعلام والأمريكية، وأجمعت على التأكيد أن الأتراك على علم بهذا المخطط، لكنهم لن يجدوا دولة واحدة تساعدهم، باستثناء روسيا، وبنفس الوقت، يقولون بأن روسيا هدفها الأساسي، هو إنهاء الأزمة السورية، وضمان الوضع فيها، وضمان مصالحها في سورية، وهي لن تشغل نفسها في مشاكل في دول أخرى، حتى لو كانت تركيا.
وكشفت قناة «فوكس نيوز» الأمريكية عن معلومات إضافية، وقالت إن الأمريكيين سيقدمون حوافز لكل دولة، ستساعد على تنفيذ المخطط، ويذكرون اسم سورية تحديدا، لأن سورية -بحسب القناة الأمريكية- قد تجد نفسها مضطرة للدخول في هذا المخطط، لأكثر من سبب، منها الانتقام من تركيا، بسبب دورها في العدوان عليها، ومحاولة سورية الخروج من عزلتها، ومن العقوبات الأمريكية والغربية، ولدوافع وطنية، باعتبار أن «قسد» جزء من الدولة السورية.
الكشف الأمريكي عن دور لـ«قسد» في هذا المخطط، أحدث غضبا واعتراضا عند قيادة «قسد» واحتجت عند قيادة القوات الأمريكية في سورية، وأثاروا ذلك، خلال اجتماع عقد بين الجانبين، مساء الأربعاء 14 الجاري، وكان موقف الأمريكيين، تجاهل موقف «قسد»، وكان جوابهم -بحسب موقع مقرب من «قسد»- أن هذا الأمر يتعلق بالسياسات التي تحددها الإدارة الأمريكية، ولا علاقة لنا بها، ومهمتنا هنا، إجراء تدريبات عسكرية، وعلينا تنفيذها فورا، وهذا ما تم فعلا، في مواقع الأمريكيين في حقل عمر للنفط، وقاعدة خراب الجير في ريف الرميلان، شمال شرق سورية، وتضمنت تدريبات على أسلحة جديدة، ومنها أسلحة تعمل بالليزر، ومحاكاة أهداف في الداخل التركي.
وباعتبار أن هذه المعلومات جديدة، فقد غابت حتى الآن أي مواقف رسمية، من الدول المعنية، لكن يمكن التأكيد أن الدولة السورية، التي خبرت مدى العداء الأمريكي لها، وتدرك أن أي مخطط أمريكي في المنطقة، ستكون مستهدفة فيه، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، ومن غير المتوقع أن تندفع مع المخطط الأمريكي، رغم الموقف العدائي الذي أظهره نظام أردوغان الإخواني ضدها، خاصة وأن الأمريكيين سيستخدمون بعض السوريين، لتنفيذ المخطط، وسينطلقون من الأراضي السورية لتنفيذه.
كما أن روسيا والصين وإيران، وبغض النظر عن المواقف العدائية، التي أظهرها أردوغان ضدها، خلال محاولات تنفيذ مخطط الشرق الوسط الجديد، الذي كان يستهدف هذه الدول، قبل فشله في سورية، ومن مصلحتها أن ترى تركيا مقسمة، ومع ذلك، فمن المؤكد أنها ستقف ضد المخطط الأمريكي، لأنه يستهدفها سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، كما أنها لا يمكن أن توافق على مشاريع إسقاط أنظمة أو دول، أو تهديدها، من خلال مجموعات مسلحة، بسبب خطورة اعتماد هذا الأسلوب، في الصراعات الدولية.
كما أن إقامة دولة كردية، يواجه معارضة شديدة، من كل الدول والقوى المتحكمة بالمنطقة، وخاصة التي يتواجد فيها أكراد، مثل سورية والعراق وإيران، إضافة إلى تركيا.
وأيا كان الأمر، فإن الكشف عن هذا المخطط الأمريكي الجديد، سيزيد من تعقيدات الأوضاع في المنطقة، والمعقدة أصلاً، كما أنه سيوجد اصطفافات جديدة، ستظهر صورتها قريباً.

أترك تعليقاً

التعليقات