دعوا الصورة تتكلم
 

عفاف محمد

عفاف محمد / لا ميديا- 

يحار الكلام من أين يبدأ والفواجع أكبر من أن تُقال..!
ما حدث بالأمس في منطقة سعوان حلقة من سلسلة جرائم التحالف التي زادت عن حدها..
تلك الحادثة المروعة التي كان حصيلتها 14 شهيداً بينهم 13 طفلاً في سن الـ8 حتى الـ12..!
95 من الجرحى، بينهم 45 طفلاً..!
ما هذا الإجرام.. ولازال البعض يشكك في أن التحالف هو الفاعل!
هم اعترفوا بأنهم استهدفوا في سعوان مخبأ للأسلحة.. وتلك كانت حصيلتهم أطفال.. هذا هو منهجهم تسمية الأشياء على غير مسمياتهم، مكذبين الواقع والدلائل الموثقة بكل تبجح.. والأكثر منهم بجاحة هي القنوات اليمنية التي تقول إن السبب في ذلك مليشيات الحوثي! ويسرفون في الحديث عن الألغام الحوثية وعن انفجار مفتعل وعن عدم وجود طائرة!
أين روح العدالة منهم؟ أين المصداقية؟ بل أين الإنسانية؟ مهما بحثتم بينهم فلن تجدوا تلك الصفات فيهم، لأن فاقد الشيء لا يعطيه.
كم هو العالم خبيث! كم هو الصمت مقيت! كم هي صواريخهم بشعة وهي تترك ذاك الأثر الموجع بكل ما في الكلمة من معانٍ.. المشهد مفجع للحد الذي تنفطر له القلوب..
كم هي الدمعات وصورة الهلع المرتسمة على أوجه الطالبات.. مؤلمة...
كم هي تلك الحقائب والأحذية المترامية هنا وهناك في باحة المدرسة وفي زوايا السلالم تحكي هول المشهد وحجم الفاجعة التي ألحقوها بطالبات صغيرات لا ذنب لهن سوى أنهن خرجن لطلب العلم..!
كم هو مؤلم ألا تعود تلك الشهيدة إلى منزلها بعد أن غادرته على أمل العودة..!
كيف ستمضي أسرتها ليلتها وهي قد باتت جثة هامدة وقد فارقت الحياة!
كم هي الدمعات المذروفة تذبح وتذبح وتذبح من أسر المصابات وهم في المشفى لا يرجون من هذه الدنيا سوى ألا يفقدن بناتهم الحياة وهن مسجيات في الأسرة.. أما من استشهدن فتلك الدعوات المنزوعة من الكبد على التحالف حتماً ستصيبهم، وسيلاقون الجزاء من المنتقم الجبار...
حرقوا أكبادنا؛ أحرق الله أحشاءهم..
يا أيها الصامتون والمحايدون... دعوا الصورة تتكلم.. وإن لازلتم كما أنتم؛ فالحجر الأصم قد ينطق عنكم..
وليذيقكم الله نفس هذا الكأس..

أترك تعليقاً

التعليقات