من هم أنصار الله؟!
 

عفاف محمد

عفاف محمد / لا ميديا -

كثيرون تساءلوا في بداية الأمر عن كنه أنصار الله؛ سمعوا عنهم العجب العجاب من أمور مشينة وخارجة عن الدين والملة. قامت الدنيا عليهم ولم تقعد. حوربوا 6 حروب حُجِبَت تفاصيلها عن الكثير وراء تلك الجبال الصعدية الشامخة، وتحملوا الكثير من الإيذاء والظلم كأنهم من آكلي لحوم البشر، أو أن ذنبهم أكبر من ذوي الذقون الطويلة الذين يفجرون ويفخخون ويقتلون الأبرياء باسم الدين!
شتمهم من اعتلى المنابر، ورشقتهم وسائل الإعلام بأرذل الألفاظ، وخاف منهم الناس خوفاً لا يطاق، وجعلوا منهم وحوشاً آدمية وتجار أسلحة وصناع حروب.
فانتشرت محلياً ودولياً صورة مشوهة لأنصار الله.
تسارعت الأحداث، وأراد الله أن يدخل هؤلاء الأنصار عمران وصنعاء، وتسارعت خطواتهم الواثقة وحدثت المعجزة...
حطم الأنصار كل الأسيجة، وسيطروا على المشهد بشكل لافت، فشلت الحكومة في مقارعتهم في عمران وفي بني حشيش وفي صنعاء. وبين ليلة وضحاها سيطروا على مؤسسات عسكرية وحكومية..
وبدأ الناس ينخرطون في سلكهم، وتساقطت أمامهم كل القلاع وهوت أمامهم كل الهيبات!
وحينها أثاروا علامات استفهامية عويصة وشائكة.. فتلك القوة الجبارة وصلت إلى حد لم يكن أحد ليتخيلها. وتجاوزت حدوداً لا تملك صلاحية تجاوزها حتى قيد أنملة!
لايزال البعض ينعت أنصار الله بتلك الصفات المشينة، لكن تبينت أمور عدة، خاصة بعد أن تكالب العالم ضد اليمن، وانهالت الصواريخ على رؤوس كل فئات وأطياف الشعب اليمني.
كان العدوان بمبرراته الواهية والمتناقضة قد عرّف العالم من يكون أنصار الله دون غطاء!
فبات أنصار الله مكوناً اتسعت دائرته بشكل متسارع ولافت. مكوناً ساندته القدرة الإلهية لدرجة الدهشة!
عرف العالم أن أنصار الله يمتلكون ما لا يمتلكه غيرهم من علم وحكمة وأخلاق عربية أصيلة، ومن إيمان عميق غير مبطن، ومن قوة ضاربة تهز عروش الطغاة، ومن أساليب وتكتيكات حربية مبهرة، ومن عقلية ثقافية واقتصادية وصناعية فذة.
كان الهدف الحقيقي للعدوان الكوني الظالم الذي شُن على اليمن، هو التخلص من هذا المكون المميز. ولكن عاقب الغزاة الشعب اليمني كافة، ولم يهتموا للدماء التي سفكت والبنى التحتية التي دمرت، ولم يفرقوا بين المنشآت المدنية العامة والخاصة. كان همهم الوحيد أن يذوب هذا المكون ويختفي عن الوجود. لكنهم بعدوانهم السافر خدموا أنصار الله وأظهروهم للعالم أبطالاً خارقين، وهذا هو الواقع.. 
وإن كان لايزال بعض المغفلين يجهلون أن أنصار الله هم رجال صادقون يجاهدون في سبيل الله وفي سبيل نصرة الحق، وأن كل من تبعهم لن يضل لأن محجتهم بيضاء، ومنهجهم مستمد من القرآن، وكل ما يقال عنهم مجرد زيف وادعاء، فهم ليسوا غدارين، ولا يبتدعون في الدين ما ليس فيه، نهجهم الرباني مستمد من روح القرآن، يحترمون قوانين الحرب فلا ينحرون ولا يسحلون ولا يفجرون المساجد ولا يقتلون الأطفال ولا يعذبون الأسير أو يدفنونه حياً أو ينحرونه أو يقطعون رأسه أو يعدمونه بالرصاص فقط لأنه ليس في صفهم، ولا يرتكبون المعاصي والمحرمات، ولا يشربون الخمر، ولا يستبيحون أموال وأعراض أعدائهم، كما أنهم حذرون ومحصنون جداً تجاه الحروب الناعمة، ويقظون بشكل كبير، فلهم حس أمني مسؤول، ولا تنطلي عليهم الخدع، ويتقنون مقارعة عدوهم ولي عنقه وذراعه وفضحه وإظهار مساوئه بشكل منطقي جداً.
فمن لم يعرف أنصار الله سيعرفهم اليوم، وإن عاند الدلائل الواضحة وأصرَّ على تغافله، فقادم الأيام ستعلمه من يكون أنصار الله، ومن هم أعلامهم الذين آتاهم الله الحكمة والعلم النافع. 
حتماً سيعلم الجميع من هم أنصار الله.

أترك تعليقاً

التعليقات