أصحاب النظارات السوداء!!
 

عفاف محمد

عفاف محمد / لا ميديا -
"أزعجونا الحوثة بمناسباتهم!!"، عبارة يقولها أكثر من قائل، غافل جاهل، حين تُقام الفعاليات، ويتساءلون بسخرية: "هيا ما قد به معاهم هولا؟!". بل إن البعض يستغرب ويسأل: وماذا تعني عاشوراء؟! أو من هو الإمام زيد؟!
وبالفعل هذا التساؤل ناجم عن جهل مهين للتاريخ الإسلامي، والشخصيات القيادية المسلمة، والتي لها ارتباط وثيق برسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله)، وهو رسول البشرية جمعاء، من له في قلب كل مسلم ومسلمة محبة وتقدير لشخصه المعظم. لكن هؤلاء كمن يؤمن ببعض كتاب الله ولا يؤمن بالبعض الآخر!
فإقامة مثل هذه الفعاليات تعيد بناء الوعي المجتمعي المغيَّب بفعل من يكرهون أن تنتشر ثقافة القرآن الحقيقية، والمبادئ والقيم التي نص عليها دستور القرآن، وقد حُرِّف معظمها بما يخدم مصلحة الكارهين لقيم الدين الإسلامي.
ولمن يمتعضون من هذه الفعاليات ومن الاحتفال بالمولد النبوي وإحياء المناسبات التي يعتبر التذكير بها من الأساسيات التي تنشئ جيلاً واعياً متسلحاً بثقافة القرآن والتربية الإيمانية الصحيحة، نقول:
يا من تجهل من يكون حليف القرآن، وتجهل ما عاشوراء، وما كربلاء، فأنت تلبس نظارة سوداء ونظرتك قاصرة وضبابية، فحاول أن تفتح عقلك وتوسع مداركك. اعطِ نفسك فرصة لتعلم ما تجهله وستعرف حينها أنك كنت غافلاً وكنت ضحية الجهل المفتعل الذي وقعت ضحيته، والذي يجعل منك فرداً سطحياً في المجتمع، لا تتفاعل مع قضاياه ولا تهتم بما يحاك ضد دينك وأمتك!
فتلك الفعاليات والمناسبات الدينية والوطنية إنما هي ضرورة ملحة وواجب محتم، هي ثورة فكرية تجدد معالم الحياة وتنحو بها نحو مستقبل واعد بالنصر والعز والشموخ والولاء للدين وللوطن بالشكل الحقيقي والمطلوب.

أترك تعليقاً

التعليقات