«أبو فاضل طومر» بطولة إعجازية
 

عفاف محمد

عفاف محمد / لا ميديا -
رباااه! أتراني أتصفح رواية من زمن الغابرين؟! أم أني أشاهد فيلماً بطولياً من أفلام هوليوود؟! أم أن الأنصار يثيرون عواطفنا بمشاهد معدة سابقاً على أنها حقيقة؟!
أمر ما جعلني مع مكابدة الحسرة أنتشي بتلك البطولة التي شاهدتها بأم العين.
عملية بطولية لم تكن رواية ولا فيلماً ولا مشهداً مُعداً، بل إنها حقيقة اعتدنا حدوث مثلها في زمن المعجزات، زمن صراع الحق مع الباطل، زمن كشف الحقائق.
بربكم، ألم تتساقط دموعكم أمام هذه المشهد الذي لا يُحكى بالكلمات؟! بل إنه مشهد يترجم نفسه بأسمى العبارات وأسمى المعاني!!
"أبو فاضل طومر" لم يكن ممن يلبسون البزة العسكرية والذين تدربوا في المعسكرات على أيدى مدربين أكفاء، إنما هو مجاهد في سبيل الله يلبس الزي التقليدي "المعوز" وينتعل "الصندل"! لم يكن يرتدي حينها الحذاء العسكري المتين الذي قد يعينه على الصعود والنزول في تلك الأماكن الوعرة.
ناهيكم عن هذه التفاصيل كان الشهيد "طومر" مثلاً عظيماً للمجاهد الذي ارتقى بشجاعته وتضحيته وإصراره على إعادة الكرة في المواجهة. لم يكتفِ بمحاولة واحدة ولا اثنتين لفك الحصار عن رفاقه، بل بعزم وإيمان وثبات عاود الكرة وأقدم على المواجهة أمام مخاطر جسام، وخاض غمار الموت مرة تلو أخرى حتى ارتقى شهيداً.
وفي موقف بطولي ليس من السهل أن يعيش تفاصيله إلا إنسان غير عادي، إنسان امتلأ كيانه إيماناً وتقوى وزهداً، وسمت نفسه إلى مراتب رجال الله الصادقين.
تلك الدروس البليغة التي نتعلمها من المجاهدين تجعلنا نخجل من أنفسنا مقارنة بعطائهم وثباتهم وإخلاصهم وصدقهم وطهرهم، فما الذي قدمناه نحن أمام تلك المواقف النبيلة التي لا تُحكى ولا توصف، إنما يقف أمامها المرء عاجزاً محصوراً بين إعجابه وانبهاره بها؟!
تلك المواقف مخلدة، وحري بها أن تروى وتحكى وتدون ليشهد التاريخ هذه المرحلة بما حوته من معجزات، مثله مثل الجبري وأبو قاصف و... و... و... والكثير ممن أبهرونا بثباتهم وقوة إيمانهم.
سلام عليكم يا رجال الله، يا من لا تفتؤون تسكبون لنا القيم والشيم والبطولات مثل السلسبيل الذي يروي العطاشى، ومثل النور المسكوب الذي يضيء أرواحنا، فتبصر نعمة الله الجليلة في هدايتنا.
هناك من أمثالكم الكثير وما خفي أعظم. فما يحدث هناك في خطوط النار يجعلنا نسبح الله في ملكه، ونتأمل عجائب قدرته التي منحها رجاله الصالحين الأوفياء.

أترك تعليقاً

التعليقات