خمس سنوات تدمير ممنهج
 

حسين زيد بن يحيى

حسين زيد بن يحيى / لا ميديا -

في 26 مارس 2020 تكون قد استكملت خمس سنوات شمسية كاملة من العدوان السعودي الإماراتي الأمريكي على اليمن، خمس سنوات تمت فيها عملية تدمير ممنهج للجنوب واحتلاله ونهب ثرواته واستخدام أبنائه وقودا للحرب العدوانية للسعودية والإمارات على اليمن الإنسان والأرض والحضارة والإيمان! للأسف خمس سنوات استخدمت فيها قوى العدوان والاحتلال المعاناة الجنوبية التي تسبب بها أمراء حرب وتكفير الجنوب صيف 1994 الهالك عفاش والجنرال الفار علي محسن الأحمر والمخلوع هادي وحزب الإصلاح، لتعميق الانقسام المجتمعي، وإثارة ثقافة الكراهية بين أبناء الوطن الواحد!
خمس سنوات أقدم فيها الغزاة السعوديون والإماراتيون ومليشياتهم المحلية التكفيرية، ومع سبق الإصرار، على تدمير مقومات الدولة في اليمن وخاصة في المحافظات الجنوبية. بعد خمس سنوات من العدوان والاحتلال تكشفت وبوضوح حقيقة وغايات العدوان والاحتلال في تدمير اليمن وتمزيقه والذهاب به إلى الفوضى والانفلات الأمني والتمزق المجتمعي حتى يسهل احتلاله ونهب ثرواته وتعطيل ميناء عدن لصالح هيئة موانئ دبي.
 بعد خمس سنوات من العدوان والاحتلال لم يعد هنالك من عذر أمام جماهير المحافظات الجنوبية للنهوض بمسؤولياتها وتقدم الصفوف في معركة التحرير والاستقلال التي سطر فيها مجاهدو الجيش واللجان الشعبية أروع صور البطولة. لا خلاف، هنالك مظلومية جنوبية عادلة وأخلاقية، لكن ذلك لا يبرر السكوت أو التحالف مع المحتل وتسهيل مهمة احتلال الوطن. تظل مقاومة المحتل واجباً دينياً ووطنياً، وبعد التحرير والاستقلال لا تفريط في إيجاد الحل العادل للقضية الجنوبية، سواء في إعادة صياغة الوحدة في دولة اتحادية من إقليمين شمال وجنوب أو استعادة الدولة الجنوبية (ج. ي. د. ي).
كل ذي عقل وبصيرة بعد خمس سنوات من العدوان والاحتلال يعلم بالضرورة أكاذيب السعودية والإمارات في ادعائهم مساعدة الجنوبيين في الحل. الرجعية السعودية -كما تعي ذلك جيدا الذاكرة التاريخية الجمعية الجنوبية- ناصبت الدولة الوطنية الجنوبية الناشئة في 30 نوفمبر 1967 العداء. مبكرا شنت السعودية حربها العدوانية على الجنوب بعد الاستقلال مباشرة، واحتلت الوديعة والشرورة كمقدمة لتحقيق الحلم التاريخي السعودي في الوصول إلى بحر العرب. لذلك كان الأجدر بالأحرار والوطنيين الجنوبيين الحذر من مطامع العدو التاريخي للشعب اليمني: الرجعية السعودية، خاصة وأن الجميع يعلم من تسبب في المعاناة الجنوبية، وهم المتعاونون مع العدوان والاحتلال: عفاش الرجيم والمخلوع الدنبوع وحزب الإصلاح والمتواجدون حاليا بعدن والجنوب باسم "الشرعية" و"الانتقالي" والأحزمة السلفية الوهابية. بالعكس من ذلك كان الرفاق في مكون أنصار الله شركاء في المظلومية والنضال لإسقاط نظام أمراء حرب وتكفير الجنوب، والذي تحقق بثورة 21 أيلول/ سبتمبر 2014. والمنطقي أن تتشارك قوى التحرير والاستقلال في الحراك الجنوبي مع قوى التحرير والاستقلال في صنعاء لإرساء مداميك الدولة الوطنية اليمنية العادلة التي تحقق المواطنة الحقوقية المتساوية لأبناء اليمن في الجنوب والشمال سواء بسواء.

أترك تعليقاً

التعليقات