.jpg)
مقالات حسني محلي
أردوغان يتوعّد «إسرائيل».. الأوسمة تكشف حقيقة الموقف
أمريكا وطالبان والإسلام السّياسيّ: قصّة غرام لا تنتهي
قمة «العُلا» هزلية المصالحة السّعودية القطريّة!
عودة بايدن إلى المنطقة..هل انتصرت إيران؟ وكيف؟
انقلاب الأردن والخلاف بين بني سعود وبني هاشم مسرحية محبوكة وغير مقنعة
مشيخات الخليج..«المُضحك المُبكي» على مسرح السياسة
انتخابات قطر ديمقراطيّة تميم «المُفدى»!
انتخابات قطر ديمقراطيّة تميم «المُفدى»!
تناسى حكّام الإمارات والسعودية أنهم هم المعتدون .. ابن زايد في اليمن «ضربني وبكى وسبقني اشتكى»
الإسلام الوهـابي.. أداة المشروع الأمريكي الصهيوني
أردوغان وداود أوغلو..من صَنَعَ الآخر؟
انتكاسات الإسلام السياسـي بين بني سعود وبني عثمان
أردوغان ونتنياهو.. ما القاسـم المشترك بينهما؟
«الإرهاب» يضرب إسطنبول والسيناريوهات متعددة!
المصالحة التركية - السورية..لماذا؟ ومن المستهدف؟
انتخابات تركيا هل تدخل واشنطن على الخط ؟
التصعيد في أوكرانيا خطير والحل في سورية مؤجّل
أردوغان في وضع لا يحسد عليه..أمران أحلاهما مر
سياسة أردوغان الخارجية.. الاستخبارات قبل الدبلومــاسية
هل سيصمد أردوغان أمام الضغوط الأمريكية؟
فلسطين قمم عربية وإسلامية وقطعان غنم
أحدث التعليقات
خليل القاعدي على السيد نصر الله «لمحاربة المثلية»
خليل القاعدي على عن شعب كُتب له أن ينتصر
Fuad alwgeeh على الشيباني من «مقهوي مغمور» في الجهاز المركزي إلى طاغية في الشمايتين
سهام ابل على 16 مليون آسيوي.. قنبلة ديموغرافية تهدد هوية دوله.. خليج الهنود والبنغال
Fatima على أيها الشركاء لا تأكلوا الثوم بفم شركائكم!
Shawqi Abdullah Abdul Karim Al-Rumaima على حل سحري..!
عبدالله ضيف كتيبة على كنتم
mohammed houssen على خطر الهدنة أكبر من الحرب!
نجاح محمد علي على حق التسليم لله
محمد الرباعي على تزهير الصخور
انقلاب الأردن والخلاف بين بني سعود وبني هاشم مسرحية محبوكة وغير مقنعة
- حسني محلي السبت , 10 أبـريـل , 2021 الساعة 7:43:05 PM
- 0 تعليقات
حسني محلي / لا ميديا -
لقد قيل وكُتِب الكثير عن احتمالات أن تكون الرياض خلف «محاولة الانقلاب الفاشلة» ضد العاهل الأردني الملك عبدالله، الذي رفض استقبال وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان خلال زيارته الخاطفة إلى عمان، وكان الهدف منها إنقاذ باسم عوض الله، الذي قيل إنه متورط في المحاولة الفاشلة.
عوض الله هو مواطن أردني ومستشار سابق للملك عبدالله، شغل قبل اعتقاله منصب المبعوث الخاص للملك الأردني إلى المملكة السعودية، التي منحته الجنسية السعودية بعد أن بات مقرباً جداً إلى ولي العهد محمد بن سلمان، ويعدّ سجله أسود في موضوع جمال خاشقجي وملفات أخرى.
ومن دون الدخول في تفاصيل هذه المحاولة الفاشلة ودور السعودية المحتمل فيها ومبرراتها وخلفياتها المثيرة، لا بد من التذكير بالعداء التاريخي بين بني سعود وبني هاشم، وهما معاً «صناعة بريطانية أصلية»، فقد نجح عملاء بريطانيا من أمثال لورانس وكوكس وبيل في اكتشاف هذه العوائل وأمثالها في منطقة الخليج خلال الحكم العثماني للمنطقة التي شهدت ميلاد العديد من الـ»بني» التي ما زالت تحكم دويلاتها منذ أكثر من 100 عام، بوصاية بريطانية، والآن أمريكية.
عودة إلى بني سعود وبني هاشم، باعتبار أنهما من التربة نفسها، فالتاريخ مليء بالعديد من القصص المثيرة في العلاقة بين العائلتين اللتين تلاعبت بهما بريطانيا كما شاءت، ومتى أرادت، تارة ضد الدولة العثمانية، وتارة أخرى ضد بعضهما البعض، وهو ما فعلته الدولة العثمانية التي تحالفت مع بني هاشم ضد بني سعود، الذين تمردوا عليها منذ أواخر القرن السابع عشر، إلى أن استطاع إبراهيم باشا نجل محمد علي باشا، حاكم مصر، القضاء على هذا التمرد.
وقد أسر إبراهيم باشا زعيم المتمردين عبدالله بن سعود والعديد من أفراد عائلته، وتم اقتيادهم إلى إسطنبول، فأمر السلطان محمود الثاني بقطع رأسه في شباط/ فبراير 1820. وقد يكون قطع رأس جمال خاشقجي بأمر من محمد بن سلمان بمثابة انتقام من بني سعود من الأتراك، باعتبار أنه مقرّب إلى أردوغان، ومكان الحادثة إسطنبول؛ عاصمة الدولة العثمانية.
لقد كان مقتل الأمير عبدالله، وما زال، السبب الرئيسي في عداء بني سعود لتركيا والأتراك والعثمانيين، على الرغم من مراحل التحالف التكتيكي بينهما في فترات مختلفة، وآخرها سنوات «الربيع العربي»، عندما تحالف الجميع في سورية، ومعهم بنو هاشم. وقد نفى الإنكليز ملكهم طلال بشكل مقصود إلى إسطنبول (التي تمرد عليها جده الشريف حسين)، بحجة أنه «مختلّ عقلياً»، بعد أن أزعجهم بتصرفاته «القومية» عندما أصبح ملكاً للأردن لعام واحد فقط بعد مقتل والده الملك عبدالله.
لم يكن الانتصار العثماني على بني سعود كافياً للقضاء على هذه العائلة التي أعادت لمّ شملها بدعم بريطاني، وتبنت العائلة المذهب الوهابي كنهج عقائدي في المنطقة عموماً. وعاد عملاء بريطانيا إلى تكتيكاتهم التقليدية في الاستفادة من إمكانيات بني سعود وبني هاشم معاً ضد السلطان العثماني، الذي اضطر في العام 1908، بناءً على طلب حكومة الاتحاد والترقي الماسونية، إلى تعيين الشريف حسين أميراً على مكة، بعد أن كان مقيماً في إسطنبول التي ولد فيها في العام 1853، وعاش فيها للفترة الممتدة من العام 1892 وحتى موعد مغادرته لها، حيث كان عضواً في مجلس الأعيان (البرلمان العثماني).
ولم يهمل السلطان علاقاته مع بني الرشيد كصمام أمان للتصدي لمحاولات الشريف حسين، بعد المعلومات التي بدأت تتحدث عن اتصالات سرية بينه وبين بريطانيا التي كانت تخطط لمحاصرة القوات العثمانية في المنطقة العربية. وقد اكتسبت هذه المعلومات طابعاً جدياً بعد أن رفض الشريف حسين دعوة السلطان محمد رشاد الخامس في 15 كانون الثاني/ يناير 1915 لإعلان الجهاد دعماً للدولة العثمانية خلال الحرب العالمية الأولى.
وانتهى هذا الفتور والتوتر بين الطرفين بإعلان الشريف حسين بن هاشم الثورة العربية بقيادة الجنرالات البريطانيين ضد الدولة العثمانية، في الوقت الذي كان عملاء بريطانيا على اتصال دائم مع بني سعود، بعد أن انتصروا على بني الرشيد خلال الحروب التي وقعت في العامين 1906 ـ 1907، لتكون آخر جولة من هذه المواجهات في العام 1921، بعد أن نجح الإنكليز في نقل بني هاشم من أرض الحجاز باتجاه الشمال.
ومع انتهاء الحرب العالمية الأولى وهزيمة الدولة العثمانية وتقاسم الدول الاستعمارية للأرض العربية في اتفاقية «سايكس بيكو»، ومن بعدها في وعد «بلفور»، أصبحت سورية ولبنان من حصة فرنسا، وأصبح ما تبقى من حصة بريطانيا، فرسمت لندن خارطة جديدة لممتلكاتها في المنطقة، وأنشأت ما يسمى دولة شرق الأردن التي سلّمتها إلى عبدالله بن الحسين، وعينت شقيقه فيصل ملكاً على العراق، بعد أن احتلت فرنسا سورية.
لم تهمل بريطانيا بني سعود، فقدمت لهم ما يكفي من الدعم، حتى هزمت جماعة «الإخوان» الموالية لبني سعود ما تبقى من قوات بني هاشم بقيادة الأمير عبدالله بن الحسين في آخر معركة وقعت بين الطرفين في 25 أيار/ مايو 1919 في موقع وادي تربة.
وكان ذلك كافياً لوضع ما يسمى «أرض الحجاز» برمتها تحت حكم بني سعود، بعد أن انتصروا في معركة النيصية بشكل نهائي على بني الرشيد في تشرين الثاني/ نوفمبر 1921، فأعلنوا مملكة الحجاز في كانون الثاني/ يناير 1926، وسميت في العام 1932 «المملكة العربية السعودية».
وبعد أشهر من إعلان بني سعود مملكة الحجاز، وقعت الكارثة الكبرى يوم عيد الأضحى، عندما وصل المحمل المصري الذي يحمل كسوة الكعبة المشرّفة من القاهرة إلى مكة المكرمة، إذ شنّ أتباع عبدالعزيز بن سعود المتعصبين هجوماً دامياً على الحجاج المصريين، بحجة أن ما جاءوا به ليس إلا بدعة وشركاً، فقتلوا المئات منهم. كانت هذه الجريمة بداية العداء الديني والمذهبي والقومي لبني سعود لجميع دول المنطقة وشعوبها، وخصوصاً المد القومي الذي مثله الرئيس الراحل عبدالناصر.
وأصبح بنو هاشم، الذين أهدتهم بريطانيا في العام 1946 ما يسمى المملكة الأردنية الهاشمية، في الخندق نفسه، خدمة للسيد المشترك: (بريطانيا)، التي حلت محلّها أمريكا بعد اللقاء الأول بين عبدالعزيز بن سعود والرئيس الأمريكي روزفلت في 14 شباط/ فبراير 1946.
وقد أعلن بنو سعود ولاءهم المطلق للسيد الجديد الذي حل محل السيد القديم، بعد أن نجح في الاستفادة القصوى من بني سعود وبني هاشم، وسخّرهما معاً خدمة للمشروع الأكبر، وهو إعطاء فلسطين وطناً قومياً لليهود، وهو ما وافقوا عليه مقابل وعود من بريطانيا التي لم تحتج إلى مزيد من الذكاء والحنكة السياسية لإقناعهما معاً، فقد أقامت لهم دويلات كانت، وما زالت، منذ تأسيسها خدمة للسيد الأول: بريطانيا، والآن السيد الأكبر: أمريكا، التي أكملت مسار الإنكليز، فأعطت بـ»قرار التقسيم» نصف فلسطين لليهود، فأعلنوا الدولة العبرية فيها في العام 1948، فكان بنو سعود وبنو هاشم تارة معاً، وتارة أخرى على انفراد، ومعهما الـ»بني» الأخرى، في خدمة هذا الكيان، تارة بعلم، وتارة من دون علم، وفي جميع الحالات بالخيانة والتآمر، كما هو الحال عليه الآن ومنذ أكثر من 100 عام.
ويبقى الخلاف بين بني سعود وبني هاشم بشكله الأخير، ومعه الخلافات الأخرى بين بني سعود وبني ثاني والآخرين، مسرحية لا تقنع حتى الذين يمثلون فيها، لأنهم جميعاً في وضع لا يحسدون عليه أبداً، وهم في نهاية المطاف لا حول لهم ولا حيلة، فالمسرحية مستمرة، وليس مهماً من كتب أو سيكتب فصولها من العثمانيين والبريطانيين والأمريكيين واليهود، كما هو الحال في «صفقة القرن» منذ القرن الماضي!
باحث علاقات دولية ومتخصص بالشأن التركي
المصدر حسني محلي
زيارة جميع مقالات: حسني محلي