مرجام الغيب 2-1
 

عبدالمجيد التركي

عبدالمجيد التركي / لا ميديا

ذات يوم تم الإعلان عن تصنيع طائرات وصواريخ محلية بأيادٍ يمنية. وأثار هذا الخبر الكثير من السخرية على كافة مواقع التواصل الاجتماعي.
وحين بدأ البعض برؤية مفعولها وبدؤوا يصدقون أن هناك طائرات مسيرة فعلاً نسبوا تصنيعها إلى خبرات إيرانية ولبنانية تابعة لحزب الله.
أتذكر جيداً يوم أطلق المقاتلون اليمنيون صاروخاً إلى خميس مشيط، استيقظ سام الغباري ووقف على نافذة غرفته ليصور الشارع الذي يسكن فيه، وكتب تعليقاً على الصورة يؤكد أنه في خميس مشيط، وأن الحوثيين يحلمون أنهم أطلقوا صاروخاً، وأن صواريخهم كلها ليست سوى صواريخ في ألعاب البلاستيشن.
لكن سام الغباري لم يتحدث بعدها عن لعبة البلاستيشن التي بثتها قناة (العربية) على أنها ضربة حصدت مئات الحوثيين، ولم يتحدث عن البارجة الإماراتية التي تم قصفها وتم بث فيديو بلاستيشن أيضاً لتغطية الفشل الذي كان محرجاً لدول العدوان تجاه هذا الصاروخ الذي كان له وقع الطعنة في قلب الإمارات والسعودية.
وذات يوم أيضاً تم الإعلان عن صناعة وتطوير صواريخ بأياد محلية، وبإمكان هذه الصواريخ الوصول إلى عواصم العدوان.
ضحك الإصلاحيون طويلاً في (الفيسبوك) من هذا الإعلان. لم يصدقوا هذا. ومن ناحية أخرى كانوا معتدين بقوة الدفاعات الجوية التي يمتلكها أسيادهم وأرباب موائدهم وتحويلاتهم المالية. وسخروا من الحوثيين والمقاتلين في جبهات الحدود، وقالوا إن البردقان جعلهم يحلمون بامتلاكهم صواريخ تصل إلى الرياض وأبوظبي... فالولاء والعمالة تجعلهم يقولون ما هو أكثر من ذلك، فقد كانوا يؤمنون بكل ما يقوله أحمد عسيري.
كان الإعلام الحربي يعلن عن إطلاق صاروخ إلى جيزان أو نجران وتحقيق هدفه، وكانوا ينفون الخبر قبل أن تنفيه السعودية، فالارتزاق يجعلهم ملكيين أكثر من بن سلمان.
وحين وصل أحد هذه الصواريخ اليمنية الصنع إلى جدة صدقوا الإعلام الحربي وتحولوا الى نوائح، وقالوا إن الحوثي يستهدف مكة المكرمة ويريد هدم الكعبة! يا لتفاهتهم!!
لماذا صدقوا وأيقنوا بوجود المنظومة الحربية حين تعلق الأمر بقصف مطار جدة، وقاموا بتحويل الأمر إلى مساس بمقدسات الأمة؟!
حتى باكستان عقد علماؤها المرتزقة مؤتمراً يستنكرون فيه ويدينون قصف الكعبة الذي لم يحدث، فقد كان استنكارا مقابل المال.
حتى الأزهر الذي لم يكن شريفاً تجاه دمائنا فتح فمه ذلك اليوم واستنكر وندد وشجب.
ينددون بالوهم ولم يفتحوا أفواههم بكلمة حق تجاه آلاف الأطفال اليمنيين الذين قتلهم طيران بني سعود وعيال زايد!
لم تحركهم كل تلك الدماء، وتحركوا لأجل إدانة صاروخ وصل إلى مطار جدة، وأغمضوا عيونهم وصموا آذانهم تجاه آلاف الصواريخ والقنابل الذرية والعنقودية والفراغية التي ألقاها طيران العدوان وبارجاته على رؤوس المدنيين والأطفال في طول اليمن وعرضها!
يتبع

أترك تعليقاً

التعليقات