ابن سلمان.. الماضي إلى حتفه كفرعون
 

عبدالمجيد التركي

عبدالمجيد التركي / لا ميديا -

حين يلتبسُ عليك الحق والباطل فاعلم أنك لم تعد تملك من أمرك شيئاً، لأن أمرك وتفكيرك أصبح بيد سواك، ولم تعد سوى دُمية يتم التحكُّم بها وتحريكها في الاتجاه الذي أُريد لها أن تسلكه، حتى ولو كان حقل ألغام.
وحين ترى أن مستواك يتراجع يوماً بعد آخر فحاول أن تتوقف قبل أن تسقط في الهاوية التي ستكون بديهيةً وحتميةً ما دمت غير قادر على تدارُك نفسك.
هذا ما يحدث مع السعودية منذ سنوات. ظهر عجزها عن تحقيق أهدافها من عدوانها على اليمن، وعرفت مقدار جيشها الرخو، وأيقنت أنها غير قادرة على الاعتماد عليه، ثم رأت عجزاً هائلاً لأول مرة في ميزانيتها، ثم رأت المقاتلين اليمنيين يدوسون ترابها ويحرقون دباباتها ومدرعاتها... وها هي مؤخراً رأت اشتعال حقولها النفطية، لكنها ما تزال تكابر، رغم كل هذه الإشارات والتراجع المتسارع إلى الخلف الذي يؤكد سقوطها قريباً.
السعودية بهذه المكابرة تشبه فرعون، الذي رأى كل الإشارات على غرقه، لكنه مضى وراء موسى ليلقى حتفه الذي سعى إليه بكل غباء.
قبل قصف منشأتي «بقيق» و»خريص» النفطيتين تم قصف حقل الشيبة النفطي، لكن السعودية لم تتعظ، لأنها مثل فرعون تعتقد أنها القادرة والمقتدرة، لكن عشر طائرات مسيرة كشفت هشاشتها وأسقطت كل أقنعتها التي كانت تتخفّى خلفها بكل حقيقتها المنهزمة. 
عشر طائرات مسيرة قصفت نصف الاقتصاد السعودي بضربة واحدة، وأدت إلى ارتفاع أسعار النفط، وستحتاج السعودية إلى شهر لتعيد تصدير نفطها بالكميات السابقة، ومن الأفضل لها الانتظار، فربما تلقت ضربة ثانية تتلف ما تبقى من هذا النفط الذي يغذي كل الشر في العالم العربي والإسلامي بعد قصف الحقلين التابعين لأرامكو، كان على السعودية أن تُراجع كل حساباتها وتدرك مدى هشاشتها. لكن يبدو أن العالم يخطط لإقحام السعودية في حرب جديدة مع العراق وإيران.
ظهرت السعودية مُحرجةً من هذه الضربة التي لم تكن تتوقعها، فدفعوها لإلقاء التهمة على دولة قوية. ولا أظن أن ابن سلمان يمتلك ما يكفي من القوة لمواجهة دولة تمتلك من الأسلحة ما يحيل الخليج بأكمله إلى شعلة واحدة، فقد استنفدت السعودية قوتها ومعظم أموالها في حرب اليمن، ولذلك سيكون من السهل دفعها لمواجهة إيران أو العراق لاستنزاف آخر أنفاسها، ليسهُل بعد ذلك تجزئتها ليأخذ الجميع حصته من هذه الغنيمة، وليسترد كل مشارك معها خسارته في حرب اليمن.
لن يكتفي ترامب بذبح هذه البقرة التي أوشك حليبها أن يجف، كما يقول دائماً في خطاباته، فالسيناريو الذي مر به العراق ستمر به السعودية دون أدنى شك، لكن ابن سلمان أحمق ولا يستطيع قراءة النتائج التي تقول إنه ماضٍ إلى إسقاط دولته وتقسيمها، وتشريد أمراء بني سعود في كل البلدان بعد احتلال السعودية، وأخذ النفط مقابل الغذاء. 
وإن غداً لناظره قريبُ.

أترك تعليقاً

التعليقات