طواحين هواء
 

عبدالمجيد التركي

عبدالمجيد التركي / #لا_ميديا -

نحتاج علاجاً ناجعاً يفتك بحُمَّى إيران التي يهذي بها البعض كثيراً، ولا وجود لها سوى في رؤوس من يختلقون أعداء وهميين لأجل الدعاء عليهم في الصلاة، ولغرض البقاء في دائرة المؤامرة والاستهداف، وهذا ما نشأنا عليه ودرسناه في مناهجنا، وفي المحاضرات والكتب التي كانوا يوزعونها على طلبة المعاهد العلمية، على غرار كتاب «قادة الغرب يقولون: دمروا الإسلام أبيدوا أهله».. ولو أن قادة الغرب مشغولون بتدميرنا لما وصلوا إلى الفضاء، ولكانوا في أسفل السلَّم مثلنا.
قادة الغرب الكفار أفضل من قادة السعودية الذين يتزيَّون بزيِّ الإسلام، فأولئك هم الذين يستقبلون النازحين المسلمين، ويطعمونهم من جوع ويؤمِّنونهم من خوف، ويوفرون للمسلمين الغذاء والدواء، ويتقبلونهم بكل حفاوة بعد أن ضاقت بهم بلدانهم المسلمة، كما هو حاصل مع الشعب السوري الذي نزح إلى دول بعيدة بعد أن تجهَّم القريب في وجوههم وأغلق حدوده دونهم.
يتقاتل المسلمون فيتدخَّل بعض الكفار بالمبادرات والمفاوضات.. ويقوم المسلمون بتدمير بلدانهم فيقوم الكفار بعقد مؤتمرات مانحين، ويضخّون الملايين لإعادة الإعمار.
هكذا نحن.. نحارب طواحين الهواء، وإذا لم نجد أعداء فلا بد أن نختلقهم ونتوهَّمهم، ونحذر أجيالنا منهم. وكم كانت المعاهد العلمية ضليعة وماهرة في هذا الأمر، إلى حد أنني في التسعينيات كنت ليل نهار مشغولاً بهذه المؤامرة على الإسلام والمسلمين، ولم ألبس تلك الأحزمة الصينية التي كانت ترتبط بمغناطيس لأنها تجلب العقم، وهذه مؤامرة لتقليل عدد المسلمين، ليسهل لهم غزونا ومحونا من الخريطة.. حتى اللقاحات كانوا يصفونها بالمؤامرة، وحتى المساعدات الطبية والغذائية، فقد كان تعليلهم لهذه المساعدات أنها مؤامرة لتسميمنا، وإلا ما مصلحتهم في بذل كل هذه المساعدات؟.إيران كانت الذريعة لشن العدوان السعودي على اليمن، لأن الفكر الوهابي لا يستطيع الصمود دون اختلاق عدو وهمي لتفريغ طاقته الإرهابية من خلاله، مع أن إيران حاضرة بقوة في شركاتهم وتعاملاتهم الاقتصادية وعمالتهم، في حين أنك لا تجد إيرانياً واحداً في اليمن.
حتى وإن صحَّ هذا الأمر، فما هو الضرر على السعودية إن كنا مجوساً أو رافضة أو يهوداً، هذا شأن يخصنا نحن.. والأنكى من هذا أنهم يستنكرون ويهوِّلون الأمور حين يصدرون تقارير تتحدث أن بقايا الصواريخ اليمنية أثبتت أنها صناعة إيرانية.. أما هم فيقتلوننا بصواريخ أمريكية وإسرائيلية، ويعتبرون الأمر عادياً، ولا يريدون منا حتى أن ندافع عن أنفسنا!

أترك تعليقاً

التعليقات