فشل أمريكي فـي اليمن وسورية
 

الشحات شتا

الشحات شتا / لا ميديا -
في ذكرى مرور 12 عاما على ثورات «الربيع العربي» نشرح للعالم كيف حولت أمريكا هذا «الربيع» إلى «فوضى خلاقة» وقتلت من شعوبنا العربية مئات الآلاف وهجرت الملايين.
إن هدف أمريكا لم يكن الإطاحة بالحكام، الذين كان الكثير منهم عملاء لها، بل كان قتل أكبر عدد من الشعوب العربية. ونحن نعلم أن أمريكا الإجرامية بنيت على جماجم الهنود الحمر وقتلت مئات الآلاف من اليابانيين بالقنابل النووية وملايين الكوريين وملايين العراقيين ومئات الآلاف من الفيتناميين.
أرادت أمريكا، الشيطان الأكبر، أن تحول «الربيع العربي» إلى «فوضى خلاقة»، ففي مصر تمكنت أمريكا وبأوامر لعملائها في جهاز المخابرات المصرية من تهريب آلاف القطع الأثرية من مصر إلى العديد من دول العالم، وتهريب مليارات الدولارات عقب ثورة يناير، وفرضت مرشحيها في الانتخابات الرئاسية المصرية، ورفضت أن يتولى مصري حقيقي حكم مصر، فكانت الانتخابات الرئاسية بين أحمد شفيق ومحمد مرسي، وكلاهما موالٍ لها، ثم بعد ذلك وعندما سقط مرسي جاءت بالجنرال السيسي، الذي دمر رفح المصرية ليحمي «أمن إسرائيل القومي» وشن حرب إبادة على أهل سيناء وخلق عداء بينهم وبين الجيش، وهذا لم يحدث من قبل، كما باع صنافير وتيران لعصابة بني سعود، وقدم الغاز المصري هدية للكيان الصهيوني، وأغرق مصر بالديون.
كما فعلت الشيء نفسه في ليبيا، عن طريق أدواتها الخليجية (قطر والسعودية). أما في تونس، ورغم أن ثورتها كانت الوحيدة التي نجحت نسبيا مقارنة بغيرها، إلا أن حكم الشعب استمر لسنوات قليلة، ثم جاء قيس سعيد، الذي بدأ حكمه رئيسا شعبيا ثم ذهب إلى مصر وجندته الإمارات ليكون تابعا لها وينفذ كل تعليماتها بانقلابه على كل المؤسسات الدستورية.
ورغم أن أمريكا نجحت في تحويل «الربيع العربي» في مصر وليبيا وتونس إلى «فوضى خلاقة»، إلا أنها فشلت فشلا ذريعا في اليمن وسورية، ولم تستطع فرض عملائها في هذين البلدين.
ففي اليمن، قاد أنصار الله ثورة شعبية، نجحوا بها في التخلص من نظام الوصاية والتبعية، فحشدت أمريكا الأعراب تحت تحالف يسمى «التحالف العربي»، وجيشت الجيوش وحشدت الحشود وشنت عدوانا على اليمن، فصمد اليمن وهزم العدوان، وفي المقابل انتصر اليمن في الجبهات وقوي عسكريا وتحول إلى دولة تصنع صواريخ بالستية ومسيرات ومدرعات، ورغم العدوان والحصار تحول اليمن إلى قوة عظمى تهزم كل أعدائها.
أما في سورية، فقد حاولت أمريكا إسقاط حكم الرئيس السوري بشار الأسد، عبر تحويل سورية إلى ساحة لـ»الجهاد» وحشدت مئات الآلاف من المقاتلين في سبيل أمريكا لقتل الشعب السوري وإسقاط الدولة الداعمة للمقاومة في لبنان وفلسطين والعراق؛ لكن محور المقاومة دعم سورية بقوة وتصدى للحرب الكونية عليها وتمكن من هزيمة أمريكا ودواعشها، ثم تدخلت روسيا للقضاء علي المؤامرة الأمريكية وانتصرت سورية على الحرب الكونية.

 كاتب مصري

أترك تعليقاً

التعليقات