لحظة تحول تاريخي
 

روبير بشعلاني

روبير بشعلاني / لا ميديا -
حتى الآن وإلى فترة زمنية متوسطة لا يمكن معرفة خلفية الاتفاق السعودي-الإيراني برعاية صينية. هناك من هو مستعجل للبرهان على أن محور الصعود ليس مبدئيا. ما يمكن قوله الآن هو مجموعة من الاحتمالات:
الاحتمال الأول: أن تكون الصين بصدد الاستثمار في التناقضات الداخلية للمحور الأمريكي.
الاحتمال الثاني: أن تكون تكويعة السعودي جزءا من «الخطة ب» التي أعدها الأمريكي في حال فشل الربيع ثم الحصار الاقتصادي. وتقوم هذه الخطة على منع العرب والإقليم من التوجه نحو الوحدة والمشاريع المنتجة للقيم الاقتصادية، أملاً بعودة الريع النفطي والحياة السهلة. وهذا الاحتمال يحتاج إلى بعض الوقت لقياس مدى صحته.
الاحتمال الثالث، وهو الاحتمال الذي لا يتوقعه أحد: أن تكون السعودية قد استشعرت ضعف الناهب الدولي واتجاهه نحو الأفول، وبالتالي بدأت بتحضير الأجواء نحو التفلت من الهيمنة الأمريكية عبر الانخراط التدريجي بالمحور الآخر.
وهذا الاحتمال يحتاج أيضاً إلى بعض الوقت لاختباره، لاسيما أن اليمن وسورية ولبنان ساحات اختباره الأساسية.
طبعا هذا الاحتمال لا يخطر ببال فكر بنى تحليلاته على أساس طبقي، حيث البرجوازية برجوازية ولا يمكن أن تكوع.
بكل الحالات من المبكر جدا أن نستنتج وأن نبني قصورا على الرمل. الأفضل والأعقل أن ننتظر المعلومات والمعطيات والسلوكيات على الأرض لمعرفة ما جرى وما سوف يجري. لكن من المؤكد أننا نعيش على الكرة الأرضية لحظات تحول تاريخي كبير يمكن معه أن نتفاجأ بالكثير الكثير من الأحداث غير المتوقعة.

 كاتب لبناني

أترك تعليقاً

التعليقات