الغرب وتأبيد الهيمنة
 

روبير بشعلاني

روبير بشعلاني / لا ميديا -
أي شعب يرفض الهيمنة الغربية، أو يرفض الهيمنة ويسعى لاستقلال دولته، سيتعرض لحرب المهيمن، بصنوفها المتعددة. لا يمكن بناء دولة مستقلة في حفلة أو كرنفال.
الهيمنة الغربية، وفي محاولاتها تأبيد سيطرتها على الشعوب، لا تعدم أي وسيلة من أجل إضعاف تلك الشعوب.
في إيران وجدت ضالتها اليوم بالحجاب؛ لكنها لو لم تجد ذلك لاختارت أي عنوان آخر: الاستبداد، الأوتوقراطية، الثيوقراطية، الفساد، الشيوعية، الإسلام، المسيحية، القومية... أي شيء.
ففي سورية لم يكن الحجاب، بل الاستبداد، في ليبيا كانت حماية المدنيين، في مصر كان تداول السلطة، في تونس استعملوا الظلم والفقر، في كوبا كانت الشيوعيه، في تشيلي كانت الانتخابات الديمقراطية ذاتها، في بيروت كان الفساد والمدنية، في فنزويلا غياب الكفاءة...
أيام مُصدَّق في إيران لم يكن الحجاب ولا خصلات الشعر، بل خصلته الوطنية في استرجاع الثروة النفطية. مؤخراً وقبل «الشعر» حاولوا في إيران عنوان «الإصلاح والتحديث» و»إيران أولاً». أيام الدولة العثمانية كان المشروط «الدستور» في إسطنبول، والقومية في الجهة العربية.
إن «الحديقة» الغربية لا تتورع عن استعمال أي عنوان من أجل إبقاء «الأدغال» في الأدغال وتحت سيطرتها ونهبها. هذا هو الموضوع الأساسي.
يحاول الغرب أن يجوف «الأدغال» من ثرواتها وفكرها وتراثها وتاريخها ومن كل ما يسهم في صمودها وفي مناوئتها للهيمنة.
ولا تصدقوا أبناء جلدتكم الذين يساهمون بمعركة الغرب عن وعي ومصلحة أو عن غباء ووعد مصلحة، فالنتيجة واحدة، فهم منخرطون بمعركة الناهب ضد شعوبهم، يحاولون أن يبرروا ما يقوم به الغرب وأدواته على الأرض. يحاولون أن يؤكدوا أهمية الأفكار الأورومركزية بالتطوير والتحديث الشكليين.
وحتى لو حاولوا تغطية جريمتهم، فهم مع التحرر الوطني؛ لكن ضد التحرريين. مع مكافحة الاستعمار؛ لكن ضد المكافحين. مع المكافحين في بيروت؛ لكن ضدهم في سورية واليمن والعراق و... و... و... ضد الاستعمار؛ لكنهم ليسوا ضد أفكاره وقيمه وهيمنته كـ»يد الله» في تحريرنا وتطويرنا وتمديننا.
لا تخففوا من جريمتهم، ولا تبحثوا لهم عن أعذار تخفيفية، فهم يدرون ماذا يفعلون!!
من هو حمار العرس؟!
هو الذي لا يرى من الأمور إلا ظاهرها. يرى أربع نساء يتظاهرن في الشارع فيروح يحدثنا عن الحجاب في التاريخ،  متناسياً تصريحات بايدن عن محاسبة إيران؛ بسبب قيامها بإنشاء البنية التحتية لدولتها المستقلة.
يرى حليقين وأصلع يتظاهرون ضد الفساد فيروح يحدثك عن النظام والتغيير والمصارف، متناسياً تصريحات بومبيو وشنكر عن لبنان والعراق معاً!

كاتب لبناني

أترك تعليقاً

التعليقات