لا ثورة تؤيد الناهب الدولي
- روبير بشعلاني الثلاثاء , 28 يـنـاير , 2020 الساعة 5:53:53 PM
- 0 تعليقات
روبيرت بشعلاني - كاتب لبناني -
طبيعي أن يخترق المندسون الثورات؛ لكن غير الطبيعي هو أن تدافع أنت عن المندسين، وتعتبرهم بأسوأ الأحوال جزءا من ثورتك.
طبيعي أن يحدث تجاوزات في الثورات؛ لكن غير الطبيعي أن تكون أغلبية الثورة مؤيدة للناهب الدولي ولأفكاره وقيمه.
طبيعي أن تحاول الثورة المضادة أن تسرق الثورة؛ لكن غير الطبيعي أن تكون الثورة غامضة بحيث لا تعرف من هو الثوري ومن هو المندس، من هي الثورة ومن هي الثورة المضادة.
طبيعي أن يقف ذو الثقافة الغرباوية ضد الفساد؛ لكن غير الطبيعي هو امتناعه عن تعريف هذا الفساد.
طبيعي أن يسعى الغرباوي إلى التغيير؛ لكن ما هو غير طبيعي امتناعه عن تقديم البديل، وصورة المستقبل بعد التغيير.
طبيعي أن تطالب الحاكمين بالعدل؛ لكن من غير الطبيعي أن تعتبرهم بلا أخلاق وتطالبهم بأن يتغيروا.
طبيعي أن تطالب بالحوكمة الرشيدة؛ لكن من غير الطبيعي أن تمتنع عن تعيين حاضنة التغيير الاجتماعية. من هي؟! من هم أصحاب المصلحة بالتغيير المنشود في مجتمع الجماعات؟!
طبيعي أن تثور ضد الجوع؛ لكن الطبيعي أكثر أن تشرح أسبابه.
طبيعي أن تظن نفسك غيفارا العصر؛ لكن من غير الطبيعي أن تتجاهل الأمريكي الذي يصرح بأنك له وبأنه أنّا، وإن أمطرت غيمتك فخراجها له.
طبيعي أن تجد حلفاء لثورتك؛ لكن من غير الطبيعي أن يكون الناهب الدولي، أو أدواته، شركاءك في هذه الثورة، إلا إذا كنتما، أنتما معاً، تثوران ضدنا بالأخير، نحن ضحايا النهب الإمبريالي والعاملين على إزالته وكنسه.
*كاتب لبناني.
المصدر روبير بشعلاني
زيارة جميع مقالات: روبير بشعلاني